سياسيون: استضافة مصر لاجتماع مجموعة العشرين: شهادة ثقة دولية ورسالة للعالم

في خطوة وُصفت بالتاريخية، استضافت مصر لأول مرة اجتماع قمة مجموعة العشرين (G20) خارج الدول الأعضاء، وذلك في العاصمة الإدارية الجديدة خلال الفترة من 1 إلى 3 سبتمبر، بمشاركة واسعة من قادة وممثلي الدول والمنظمات الدولية. وشهدت القمة مناقشات معمّقة حول قضايا الأمن الغذائي، والتنمية المستدامة، والتحول الرقمي، وسط إشادة واسعة بقدرة مصر على تنظيم هذا الحدث الدولي رفيع المستوى.
وقد لاقت الاستضافة المصرية للقمة إشادة كبيرة من عدد من السياسيين والقيادات الحزبية، الذين اعتبروا الحدث شهادة دولية جديدة على مكانة مصر المتنامية إقليميًا ودوليًا، واعترافًا صريحًا بدورها الفاعل في صياغة السياسات الاقتصادية العالمية.
مجدي البري: محطة فارقة في حضور مصر الدولي
أكد المستشار مجدي البري، الأمين المساعد لأمانة التنظيم المركزية بحزب "مستقبل وطن"، أن انعقاد قمة العشرين في العاصمة الإدارية يمثل "محطة فارقة" في مسار الحضور المصري على الساحة الدولية، مشددًا على أن اختيار القاهرة لهذا الحدث الاستثنائي لم يكن محض مجاملة دبلوماسية، بل يعكس تحولًا نوعيًا في موقع مصر الإقليمي والدولي في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأضاف أن مشاركة مصر في القمة لم تكن شكلية، بل جاءت عبر كلمات ومداخلات رسمية حملت رسائل واضحة تعكس التزام الدولة بقضايا الأمن الغذائي والعدالة الاقتصادية، مؤكدًا أن القمة شكلت منصة هامة للترويج لبيئة الاستثمار المصرية وما شهدته من إصلاحات هيكلية وتشريعية.
رضا صقر: حدث تاريخي يعكس مكانة مصر المتقدمة
من جانبه، صرح المستشار رضا صقر، رئيس حزب "الاتحاد"، أن استضافة مصر لقمة العشرين تمثل "حدثًا تاريخيًا" بكل المقاييس، وتُجسّد المكانة السياسية والاقتصادية التي وصلت إليها الدولة، مؤكدًا أن مصر باتت لاعبًا محوريًا في الملفات الاقتصادية والتنموية، وقادرة على احتضان أحداث عالمية بهذا الحجم.
وأشار صقر إلى أن القضايا المطروحة في القمة، وعلى رأسها الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، تحاكي الأولويات الوطنية لمصر، مؤكدًا أن استضافة الاجتماع تعزز من موقع الدولة كجسر فاعل بين الشمال والجنوب، بما يخدم مصالح الدول النامية والقارة الإفريقية.
سراج عليوة: انتصار دبلوماسي يعكس التحولات العميقة في السياسة الخارجية
بدوره، وصف الدكتور سراج عليوة، أمين تنظيم حزب "الريادة"، انعقاد قمة العشرين في القاهرة بأنه "انتصار دبلوماسي وسياسي غير مسبوق"، مؤكدًا أن التحول في مكانة مصر الدولية جاء نتيجة مباشرة لتحركات استراتيجية وسياسات خارجية واعية.
وأضاف أن القمة وفرت منصة حقيقية لتعزيز صوت إفريقيا والدول النامية داخل دوائر اتخاذ القرار العالمي، مشيرًا إلى أن ما تحقق من إصلاحات اقتصادية وهيكلية مكّن مصر من التحول إلى "فاعل رئيسي" في النظام الاقتصادي العالمي.
رشاد عبد الغني: نقلة نوعية تؤكد الثقة الدولية في مصر
من جهته، قال رشاد عبد الغني، القيادي بحزب "مستقبل وطن"، إن استضافة القاهرة لاجتماع قمة مجموعة العشرين للمرة الأولى خارج دولها الأعضاء، تمثل "نقلة نوعية" على الساحة الدولية، وتجسد الثقة المتزايدة في الاقتصاد المصري، وفي قدرة الدولة على إدارة ملفات عالمية معقدة.
وأوضح أن مشاركة مصر عبر كلمة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ومداخلة السفير راجي الأتربي، عكست التزام مصر تجاه قضايا الأمن الغذائي، والتحول الرقمي، ودعم الدول النامية، بما يتسق مع رؤية مصر 2030 وأهداف التنمية المستدامة.
رسالة حضارية من العاصمة الإدارية الجديدة
وقد اعتبر سياسيون ومراقبون أن تنظيم هذا الحدث الضخم في العاصمة الإدارية الجديدة يُعد رسالة حضارية للعالم، تُجسّد ما وصلت إليه مصر من تطور عمراني وتنظيمي، وتؤكد امتلاكها للقدرة اللوجستية والبنية التحتية اللازمة لاستضافة الأحداث الدولية الكبرى.
فرصة استراتيجية للترويج للاستثمار وتعزيز التعاون الدولي
كما أشار عدد من القيادات الحزبية إلى أن هذا الحدث يُمثل فرصة استراتيجية لتعزيز مناخ الاستثمار في مصر، خاصة في ظل ما شهدته الدولة من تطوير شامل في بيئة الأعمال، ومناطق اقتصادية واعدة كمنطقة قناة السويس، والتيسيرات الضريبية والجمركية التي توفرها الدولة للمستثمرين.
خاتمة: بداية مرحلة جديدة
وفي ختام تصريحاتهم، أجمع السياسيون على أن استضافة مصر لقمة العشرين لا تُعد مجرد حدث بروتوكولي، بل بداية لمرحلة جديدة من الحضور الدولي الفعّال لمصر، ودعوا إلى ضرورة البناء على هذا النجاح من خلال تكامل جهود الدولة والمجتمع المدني والإعلام لتعظيم المكاسب وترسيخ صورة مصر كقوة صاعدة ذات تأثير عالمي.