من التهميش إلى المجد.. «أطفال الشوارع» يرفعون راية مصر فوق منصات التتويج

حقق منتخب مصر لأطفال الشوارع إنجازًا تاريخيًا غير مسبوق، بعدما توج ببطولة كأس العالم التي أُقيمت في النرويج، ليُسطّر صفحة جديدة من الأمل والإلهام، وليبرهن على أن الحلم قادر على كسر كل القيود مهما كانت التحديات.
مبادرة “نَفَس”
البداية تعود إلى عام 2013، حين قرر مجموعة من الشباب المصريين تأسيس مبادرة باسم “نَفَس”، تقوم فكرتها على أن كل شاب تعرض للتهميش أو الإقصاء من المجتمع يستحق أن يحصل على فرصة جديدة في الحياة
ولم تكتفِ المبادرة بالدعم النفسي والاجتماعي لهؤلاء الشباب، بل وفرت لهم أيضًا برامج رياضية مكثفة، ليجدوا في كرة القدم مساحة للتعبير عن الذات والعودة إلى المجتمع من جديد.
من هنا انطلقت الشرارة الأولى، حيث تم تشكيل منتخب مصر لأطفال الشوارع وبدأ المشاركة في بطولات كأس العالم الخاصة بهم منذ عام 2014، وسط إصرار كبير على تمثيل الوطن ورفع اسمه عاليًا، حتى جاء عام 2025 ليشهد الإنجاز الأكبر في تاريخ هذه الفكرة.
الإطاحة بالمنتخب المكسيكي
خلال منافسات النسخة الحالية في النرويج، قدم المنتخب المصري مستويات مبهرة لفتت أنظار الجميع، خاصة بعدما تمكن من الإطاحة بالمنتخب المكسيكي، حامل اللقب، في ربع النهائي، وفي نصف النهائي، واصل أبناء مصر مشوارهم الاستثنائي بالفوز على جنوب إفريقيا، قبل أن يضربوا موعدًا مع المنتخب البرتغالي في النهائي، حيث نجحوا في خطف اللقب بعد أداء قتالي وروح عالية.
وتواصل نيوز رووم مع اللاعب طاهر أيمن، الشهير بـ”تيتو”، أحد أبطال الإنجاز التاريخي ، حيث عبّر عن سعادته عقب التتويج، قائلاً: “أحسن إحساس حسيته في حياتي إن هحكي لأولادي إني في يوم من الأيام جبت كأس العالم لمنتخب مصربعد مشوار طويل من التعب والإجتهاد ورضا ربنا لينا.”
وأضاف تيتو: “طول ما الشمس بتطلع لازم نحلم، مفيش حاجة مستحيلة طول ما عندك ثقة في ربنا وبتجتهد، ربنا هيكرمك، الإنجاز ده دليل إن مصر مش أقل من أي بلد في العالم.”
ولم يخفِ اللاعب طموحاته المستقبلية، حيث أكد أن حلمه الأكبر الآن هو الاحتراف خارج مصر، وخاصة في أوروبا، ليتمكن من كتابة تاريخ جديد على المستوى الشخصي، ويمثل مصر في الملاعب العالمية.
الدعم النفسي والمعنوي والرياضي
هذا الإنجاز لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة جهود متواصلة استمرت لأكثر من عقد من الزمن من القائمين على مؤسسة “نَفَس”، الذين آمنوا بإمكانيات هؤلاء الشباب ومنحوهم الدعم النفسي والمعنوي والرياضي ليصلوا إلى منصة التتويج.
اليوم، يقف منتخب مصر لأطفال الشوارع على قمة العالم، ليس فقط بفضل كرة القدم، بل لأنه جسّد رسالة إنسانية عظيمة بأن الإصرار والفرص يمكن أن تغيّر حياة البشر، وأن الرياضة تظل أداة حقيقية للاندماج الاجتماعي وصناعة الأمل.
وبتتويج مصر بالبطولة، أرسل المنتخب رسالة قوية للعالم أجمع، أن مصر قادرة على صناعة المعجزات في أي ميدان، وأن أبناءها، مهما كانت ظروفهم، قادرون على رفع راية الوطن عاليًا حين يجدون من يؤمن بهم ويدعمهم حتى النهاية.