عاجل

الغاز الشعلة.. خسائر بيئية واقتصادية فوق حقول النفط

تعبيرية
تعبيرية

يعد "الغاز الشعلة" أو ما يُعرف بـ Flare Gas من أبرز المظاهر المرتبطة بعمليات إنتاج النفط والغاز، حيث تتصاعد أعمدة اللهب أعلى الحقول والمصافي نتيجة حرق كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المصاحب لاستخراج النفط.

ويرى خبراء الطاقة أن الظاهرة تُجسّد معادلة مزدوجة، تجمع بين إهدار مورد اقتصادي مهم وإحداث آثار بيئية سلبية، إذ يؤدي الحرق المستمر إلى انبعاثات عالية من ثاني أكسيد الكربون والميثان، بما يسهم في ظاهرة الاحتباس الحراري وتلوث الهواء.

وبحسب بيانات البنك الدولي، تُهدر صناعة النفط عالميًا أكثر من 140 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز عبر عمليات الحرق، وهي كميات كان يمكن استغلالها في توليد الكهرباء أو دعم الصناعات البتروكيماوية أو حتى التصدير، بما يدرّ مليارات الدولارات.

وفي مصر، تشير تقديرات خبراء البترول إلى أن تقليص معدلات الحرق وتحويل الغاز المصاحب إلى وحدات المعالجة يمثل أولوية إستراتيجية، ليس فقط لزيادة المعروض المحلي من الطاقة، بل أيضًا للوفاء بالتزامات الدولة تجاه خفض الانبعاثات ضمن إستراتيجية "مصر 2030 للتنمية المستدامة".

ويرى محللون أن الحل يكمن في الاستثمار بمشروعات إعادة حقن الغاز في الآبار أو تسييله ونقله إلى محطات المعالجة، وهي تقنيات مطبّقة بالفعل في بعض الحقول الحديثة مثل ظهر بالبحر المتوسط، لكن تظل التحديات قائمة في الحقول القديمة بالصحراء الغربية وخليج السويس.

ويؤكد خبراء البيئة أن القضاء على "الغاز الشعلة" لم يعد ترفًا، بل ضرورة ملحّة، خاصة في ظل ما تفرضه الأسواق العالمية من معايير بيئية على صادرات الطاقة، مما يجعل استغلال الغاز المصاحب فرصة اقتصادية لمصر بدلًا من اعتباره مجرد مخلفات إنتاج يتم التخلص منها بالحرق.

تم نسخ الرابط