هل ينهي نظام البكالوريا الجديد كابوس الثانوية العامة؟

قال الكاتب الصحفي محمود عبد الرحمن، المتخصص في ملف التعليم، قضية الثانوية العامة وما يسبقها من مرحلة أولى ثانوي تُعد من أكثر القضايا حساسية في البيوت المصرية، حيث أوضح أن الفهم الحقيقي للفروق بين نظام البكالوريا ونظام الثانوية العامة لا يرتكز فقط على المناهج، بل على قدرات الطالب الذاتية واستعداداته النفسية.
القدرات هي التي تحدد المسار الدراسي المناسب
وأشار خلال لقائه في برنامج البيت، عبر قناة الناس، إلى أن كل طالب يملك نمطًا خاصًا في المذاكرة، فهناك من يفضل الإنجاز السريع، وآخر يحتاج إلى وقت أطول، مؤكدًا أن هذه القدرات هي التي تحدد المسار الدراسي المناسب، وليس النظام التعليمي وحده.
ونوه عبد الرحمن إلى أن الطالب لا يمثل سوى 20% من معادلة النجاح في الثانوية العامة، بينما تلعب الأسرة والبيئة المحيطة دورًا يفوق 70% في دعم الطالب أو الضغط عليه، مضيفا أن التوتر الذي يصيب الطالب غالبًا ما يكون انعكاسًا لتوتر الوالدين، مشددًا على أهمية الهدوء الأسري في هذه المرحلة الحرجة.
"إذابة" فكرة الثانوية العامة كمصدر للرعب المجتمعي
وأكد أن وزارة التربية والتعليم بدأت بالفعل في اتخاذ خطوات نحو "إذابة" فكرة الثانوية العامة كمصدر للرعب المجتمعي، مشيرًا إلى أن النظام التعليمي يتجه الآن نحو مسارات أكثر تنوعًا ومرونة، بعيدًا عن النمط التقليدي الذي كان سائدًا في سنوات سابقة مثل 1997 و1998 و1999، حين كان نظام البكالوريا يمنح الطلاب فرصًا للتحسين ومادة مستوى رفيع قد ترفع المجموع إلى أكثر من 100%.
وأوضح أن هذا النظام، رغم مزاياه، كان يخلق أزمة في التنسيق الجامعي، حيث لم يكن الطالب الحاصل على 99.8% يضمن مكانًا في كليات القمة، مما زاد من حدة التوتر والضغط النفسي.
وفي ختام حديثه، نبه إلى أن المجتمع بأكمله يتأثر بثقل الثانوية العامة، حتى أن المستشفيات تستعد لاستقبال حالات التوتر من الطلاب وأولياء الأمور قبل الامتحانات بشهر وقبل إعلان النتائج بأسبوع، كما شدد على أهمية فصل الطلاب خلال الإجازة الصيفية، داعيًا الأسر إلى منح أبنائهم فرصة للراحة النفسية بعيدًا عن الضغط المستمر.