باسل السيسي: أسعار العمرة ارتفعت 24% وتثير قلق محدودي ومتوسطي الدخل |فيديو

كشف باسل السيسي، عضو غرفة شركات السياحة، عن الأسباب الحقيقية وراء هذه الزيادة الكبيرة، مؤكدًا أنها لم تعد مرتبطة فقط بالظروف المحلية كالتضخم أو سعر الصرف، بل شملت كذلك سياسات شركات الطيران والتحولات الجارية في السوق السعودي، شهدت أسعار برامج العمرة هذا العام ارتفاعًا غير مسبوق تراوحت نسبته بين 20% و24%، ما شكّل صدمة لقطاع السياحة الدينية، وأثار قلق شريحة كبيرة من الراغبين في أداء المناسك، خاصة من محدودي ومتوسطي الدخل.
العمرة من رحلة ميسورة
أوضح "السيسي" في حواره مع برنامج "اقتصاد مصر" المذاع على قناة "أزهري"، أن العمرة تحوّلت من خيار ديني اقتصادي متاح للطبقة المتوسطة إلى عبء مالي كبير، بعدما قفزت تكاليف البرامج بصورة ملحوظة خلال السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن أسعار برامج العمرة من الفئة "خمس نجوم" وصلت إلى نحو 50 ألف جنيه، في حين كانت لا تتجاوز قبل سنوات قليلة 15 إلى 20 ألف جنيه فقط.
وأضاف أن العمرة كانت في السابق رحلة ميسورة يستطيع المواطن البسيط تدبير تكلفتها عبر الجمعيات أو الادخار التدريجي، بينما أصبحت اليوم أقرب إلى تكاليف الحج، وهو ما أفقدها دورها كبديل اقتصادي للمسلمين الراغبين في أداء المناسك.
الأبرز في زيادة الأسعار
وأكد أن تذاكر الطيران تمثل العامل الأبرز وراء موجة الغلاء الحالية، حيث سجلت بعض شركات الطيران زيادات وصلت إلى 20% مع بداية الموسم، معتبرًا أن هذه الزيادات المفاجئة أربكت الشركات السياحية والمواطنين على حد سواء، كونها تفرض أسعارًا مرتفعة دون إتاحة الوقت الكافي للتخطيط أو توفير بدائل مناسبة.
وأشار باسل السيسي إلى أن العلاقة القائمة بين شركات السياحة وشركات الطيران لا تقوم على منافسة عادلة، بل تعتمد على عروض أسعار مفاجئة في توقيت ضيق، وهو ما يحرم المعتمرين من فرص الحصول على أسعار اقتصادية.
استغلال مقاعد المعتمرين
وتابع باسل السيسي موضحًا أن بعض شركات الطيران تخصص مقاعد للمعتمرين بأسعار أعلى من المقاعد العادية، ما وصفه بـ"الاستغلال الواضح" لظروف الراغبين في أداء المناسك، مضيفًا أن تكلفة الطيران للمعتمر غالبًا ما تكون أعلى من تكلفة السائح العادي، رغم تشابه الرحلة نفسها، وهو ما يزيد من حجم المعاناة المالية.
وأشار السيسي إلى أن هذا الواقع يجعل الشركات السياحية عاجزة عن تقديم برامج منخفضة التكلفة، لأن الجزء الأكبر من الزيادة يأتي من خارج سيطرتها المباشرة، سواء من أسعار التذاكر أو الرسوم الإضافية المفروضة في المملكة العربية السعودية.
تدخل الدولة وتنظيم السوق
وطالب وزارة السياحة والدولة المصرية بالتدخل العاجل لإعادة ضبط العلاقة بين شركات السياحة والطيران، بما يضمن الشفافية ويمنع الزيادات المفاجئة، فضًلا عن أن الحل يكمن في فرض آلية واضحة لإعلان أسعار وجدولة الرحلات بشكل مسبق طوال الموسم، بما يتيح للشركات التخطيط المبكر وتقديم بدائل بأسعار معقولة.
كما دعا باسل السيسي إلى ضرورة إتاحة السداد بالنقد الأجنبي وفقًا لسعر الصرف يوم الدفع، لتفادي تقلبات السوق السوداء، والتخفيف من الأعباء التي يتحملها المواطن المصري البسيط.

الحاجة إلى حلول متوازنة
في ختام حديثه، شدد باسل السيسي على أن العمرة ليست مجرد رحلة سياحية، بل هي شعيرة دينية وركن روحي يتطلع ملايين المسلمين إلى أدائها، مشددًا على أن استمرار ارتفاع الأسعار بهذه الوتيرة قد يحرم الكثيرين من تحقيق هذا الحلم الإيماني، داعيًا إلى ضرورة التعاون بين الدولة والقطاع الخاص لإيجاد حلول متوازنة تراعي البعد الاقتصادي للمواطن المصري، وتحافظ في الوقت نفسه على جودة الخدمات المقدمة في المملكة العربية السعودية.