التعليم المصري في تحول شامل بدعم ياباني.. ماذا فعل «عبد اللطيف» في اليابان؟

تعاونات كثيرة تمت بين مصر واليابان فيما يخص العملية التعليمية خلال الشهور الماضية وتم ذلك برئاسة محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم وفي خطوة تعكس عمق العلاقات المصرية اليابانية وتوجه الدولة المصرية نحو النهوض بجودة التعليم، شهدت مشاركة وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، الدكتور محمد عبد اللطيف، في مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا "تيكاد 9"، توقيع عدد من مذكرات التفاهم والتعاون التربوي مع الجانب الياباني، تضمنت مشاريع نوعية وغير مسبوقة، أبرزها تطوير منهج رياضيات ورفع كفاءة المعلمين من خلال نموذج التعليم الياباني المتقدم.

تطوير منهج رياضيات مصري بمعايير يابانية
ضمن أبرز نتائج المؤتمر، أعلن الوزير توقيع مذكرة تفاهم مع شركة "سبريكس" اليابانية لتطوير منهج دراسي متكامل للرياضيات من الصف الأول حتى الصف الثاني عشر، مستندًا إلى فلسفة التعليم الياباني التي ترتكز على تنمية المهارات الأساسية، والتفكير النقدي، والعمل الجماعي، ومراعاة الفروق الفردية بين الطلاب.
وأكد الوزير أن هذا التعاون يهدف إلى خلق تحول جذري في طرق تدريس الرياضيات في مصر، وتحويلها من مادة جامدة إلى علم ممتع وسهل الفهم، يربط بين الواقع النظري والتطبيق العملي، ما يضمن تحفيز الطلاب على التفاعل والمشاركة.
كما أعلن الوزير أنه، ولأول مرة منذ 8 سنوات، سيتم إصدار كتاب منهج الرياضيات للصف الأول الابتدائي وفقًا للمعايير اليابانية، بداية من العام الدراسي الجديد 2025 / 2026، ليكون الطلاب المصريون في هذه المرحلة التأسيسية على قدم المساواة مع أقرانهم في اليابان.

تدريب شامل للمعلمين على أدوات التعلم الحديثة
وفي إطار هذا التعاون المثمر، وقعت الوزارة أيضًا بروتوكولًا آخر لتنفيذ مشروع متكامل لتدريب معلمي الرياضيات في المرحلة الإعدادية على استخدام تطبيقات الآلة الحاسبة ضمن المناهج الدراسية. يهدف هذا المشروع إلى رفع كفاءة المعلمين، وتمكينهم من توظيف الأدوات التكنولوجية الحديثة في الشرح، مما يساعد في تحسين مستوى الفهم والتحصيل لدى الطلاب.
كما نظّمت الوزارة ورش عمل مكثفة لتدريب معلمي وموجهي مادة الرياضيات بالمرحلة الابتدائية، بالإضافة إلى مديري التعليم الابتدائي من مختلف المحافظات، على المنهج الجديد للصف الأول، في حضور مسؤولين كبار من وزارة التعليم، ومستشاري المادة.

وزير التعليم يلقي محاضرة في اليابان: التكنولوجيا لخدمة التعليم وليس بديلاً عن المعلم
وخلال زيارته إلى اليابان، ألقى الوزير محمد عبد اللطيف محاضرة بجامعة اليابان للاقتصاد "نيهون كيزاي"، تحت عنوان: "مستقبل التعليم الرقمي في عصر التحول الرقمي"، حيث استعرض فيها تجربة مصر في التحول الرقمي في التعليم، وما تم تحقيقه في مجال توزيع الأجهزة اللوحية، وتطوير المحتوى الرقمي، ودمج الذكاء الاصطناعي في المناهج.
وأكد الوزير أن التكنولوجيا ليست بديلاً عن المعلم، بل أداة لتمكينه وتوسيع آفاقه، مشددًا على ضرورة تأهيل المعلمين لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتبني استراتيجيات تعلم جديدة تتماشى مع مهارات الأطفال الرقمية المتقدمة.
نموذج للتعاون الدولي في تنمية القدرات البشرية
وفي تصريحاته، أكد الوزير محمد عبد اللطيف أن هذه الشراكات تمثل نموذجًا للتعاون الدولي الحقيقي، حيث تستفيد مصر من الخبرات التعليمية اليابانية التي حققت نجاحًا عالميًا، في إطار رؤية واضحة لبناء رأس مال بشري قادر على المنافسة عالميًا.
وأضاف أن هذا التعاون يأتي استكمالًا لمسار طويل من الشراكة بين مصر واليابان في قطاع التعليم، والذي شمل من قبل إنشاء المدارس المصرية اليابانية، وتبادل الخبرات التربوية، وتقديم منح تدريبية للمعلمين المصريين في اليابان.

التعليم الابتدائي أولوية وطنية
وشدد الوزير على أن المرحلة الابتدائية هي أساس كل إصلاح تعليمي، مشيرًا إلى أن الاستثمار في إعداد المعلمين في هذه المرحلة هو الركيزة الأساسية لإنجاح أي تطوير. وأوضح أن المنهج الجديد للرياضيات مصمم لترسيخ مهارات القراءة، الكتابة، والتحليل، وليس فقط مجرد التعامل مع الأرقام.
وفي ختام ورشة العمل، أكد الدكتور محمد عبد اللطيف أن التعاون مع الجانب الياباني سيستمر ويتوسع، وأن وزارة التربية والتعليم تسعى لأن تكون المناهج الجديدة مصدرًا للمتعة والفائدة للطلاب المصريين، بما يحقق العدالة والجودة في التعليم.