أستاذ طب نفسي: متلازمة القلب المكسور حقيقة علمية وليست استعارة (فيديو)

أكد الدكتور أحمد هارون، أستاذ الطب النفسي، أن تعبير "القلب المكسور" الذي يُستخدم عادة للتعبير عن الحزن العاطفي ليس مجرد استعارة أدبية، بل حقيقة علمية تُعرف باسم "متلازمة القلب المكسور" (Broken Heart Syndrome)).
وأوضح هارون، خلال تقديمه برنامج "علمتني النفوس" المذاع على قناة "صدى البلد"، أن هذه المتلازمة تحدث نتيجة تعرض الإنسان لضغط نفسي شديد، مما يؤدي إلى انخفاض مفاجئ في كفاءة عضلة القلب بنسبة تتراوح بين 10% و15%.
أعراض مشابهة للذبحة
وأشار الدكتور هارون إلى أن الإصابة بمتلازمة القلب المكسور يمكن أن تؤدي إلى ظهور أعراض مشابهة تمامًا لأعراض الذبحة الصدرية، مثل ضيق التنفس وألم الصدر المفاجئ.
وعلى الرغم من التشابه الكبير بين الحالتين، فإن متلازمة القلب المكسور تنجم عن صدمة نفسية حادة، وليس نتيجة انسداد الشرايين كما هو الحال في الذبحة الصدرية.
النساء أكثر عرضة
استعرض الدكتور أحمد هارون إحصائيات صادرة عن الجمعية الأمريكية لعلم النفس، والتي كشفت أن النساء أكثر عرضة للإصابة بهذه المتلازمة مقارنة بالرجال. وأوضح أن نحو 70% من المصابين بمتلازمة القلب المكسور هم من النساء، وخاصة في الأعمار الصغيرة، بينما تبلغ نسبة إصابة الرجال نحو 30%، وتتركز غالبًا بين الفئة العمرية من 30 إلى 50 عامًا.
الضغوط النفسية وتأثيرها
وتحدث هارون عن دور الضغوط النفسية في زيادة احتمالية الإصابة بمتلازمة القلب المكسور؛ وأن التعرض المستمر للضغوط النفسية قد يؤدي إلى تدهور الحالة الصحية والمضاعفات الخطيرة، محذرًا من تجاهل علامات الإنهاك النفسي.
ولفت إلى أن الصدمات العاطفية الشديدة، مثل فقدان شخص عزيز أو انتهاء علاقة عاطفية، تُعد من أبرز مسببات هذه المتلازمة، نظرًا لتأثيرها المباشر على الجهاز العصبي ووظائف القلب.
ضرورة التعامل الواعي
وفي إطار التوعية بأهمية الصحة النفسية، شدد الدكتور هارون على ضرورة التعامل الواعي مع الضغوط النفسية اليومية، لتجنب التأثير السلبي على القلب والجسم بشكل عام.
ودعا إلى ممارسة أساليب إدارة التوتر، مثل التأمل، وممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم، مشيرًا إلى أن التوازن النفسي هو مفتاح الوقاية من العديد من الأمراض الجسدية المرتبطة بالحالة النفسية.
الدعم النفسي وتأثيره
كما أكد هارون أهمية تقديم الدعم النفسي للأشخاص الذين يعانون من ضغوط أو صدمات نفسية حادة، مشيرًا إلى أن تلقي الدعم من العائلة أو الأصدقاء يساعد في تقليل تأثير الصدمات النفسية على الصحة الجسدية. وأضاف أن اللجوء إلى المتخصصين في الطب النفسي يمكن أن يكون خطوة ضرورية في بعض الحالات لتقديم الدعم العلاجي المناسب.
متلازمة يمكن الشفاء
واكد أن متلازمة القلب المكسور، رغم خطورتها الظاهرة، هي حالة قابلة للشفاء. وأوضح أن معظم الحالات تتعافى تلقائيًا خلال فترة قصيرة إذا تم التعامل مع السبب النفسي الرئيسي ومعالجته بشكل صحيح.
ومع ذلك، دعا إلى ضرورة عدم تجاهل الأعراض الأولية واللجوء إلى الرعاية الطبية عند الشعور بألم في الصدر أو أعراض مشابهة، تفاديًا لأي مضاعفات محتملة.