مفاجأة.. مديرو المدارس: الإقبال على البكالوريا تاريخي يا افندم

كشف عدد من مديري المدارس الثانوية، مفاجآت كبيرة بشأن توجهات الطلاب للعام الدراسي الجديد، حيث أكدوا أن الإقبال على البكالوريا  بات يفوق بوضوح الإقبال على نظام الثانوية العامة التقليدي، وهو ما يشير إلى تحولات جوهرية في اختيارات أولياء الأمور والطلاب.

وفي تصريحات خاصة، أشار المديرون إلى أن بعض المدارس شهدت هذا العام توجه كامل طلابها نحو البكالوريا، دون تسجيل أي حالات اختيار للثانوية العامة، وهو ما وصفوه بأنه تحوُّل غير مسبوق في الخريطة التعليمية داخل المدارس الثانوية.

وأضاف أحد مديري المدارس "ما نشهده هذا العام لا يمكن تجاهله  أولياء الأمور أصبحوا أكثر وعيًا بالفارق بين المسارين، والطلاب أصبحوا أكثر إقبالًا على برامج تعتمد على التفكير النقدي والبحث، مثل البكالوريا، بعيدًا عن نظام الحفظ والتلقين الذي تُعرف به الثانوية العامة."

وبيّن مدير مدرسة كبرى في القاهرة أن نسبة التحاق الطلاب بالبكالوريا الدولية تخطت الـ70% من إجمالي طلاب الصف الأول الثانوي، وهو رقم لم تشهده المدارس من قبل، ويعكس ثقة متزايدة في هذا النظام التعليمي العالمي.

ويرى التربويون أن هذا التوجه لا يعكس فقط قناعة أسرية أو فردية، بل هو نتيجة مباشرة للتحديات التي واجهها نظام الثانوية العامة في السنوات الأخيرة، من تغيّرات مستمرة في شكل الامتحانات، وعدم استقرار السياسات التربوية، إلى جانب ضغوط نفسية هائلة يتعرض لها الطلاب.

مميزات البكالوريا المصرية

عودة التحسين: يتيح للطالب إعادة امتحان أي مادة مرتين، حتى وإن كان ناجحًا، بهدف تحسين الدرجات.

مواد تخصص متقدمة: تتيح تعمقًا أكبر حسب المسار الدراسي، وتساعد الطالب على تحديد مستقبله الجامعي.

عودة اللغة الثانية للمجموع: في مسار الآداب والفنون، يمكن للطالب دراسة اللغة الثانية كمادة أساسية مضافة للمجموع.

توازن المناهج: مواد المستوى الرفيع ستكون متزنة وسهلة نسبياً مقارنة بالمفاهيم السابقة.

تمثل البكالوريا المصرية رؤية جديدة للتعليم المصري تبتعد عن التوتر والرهبة المرتبطة بالثانوية العامة، وتتجه نحو تعليم يراعي الفروق الفردية، ويستثمر في مهارات التفكير والتطبيق، ويمنح الطلاب أدوات حقيقية تؤهلهم لعالم يتغير بسرعة.
وبينما تُعد هذه الخطوة من أضخم التغييرات التي يشهدها التعليم في العقود الأخيرة، فإن نجاحها مرهون بالتطبيق المتدرج، وإعداد المعلمين، وتوعية أولياء الأمور، لضمان أن يكون التحول سلسًا ومنصفًا لجميع الطلاب.