أسامة طلعت: أقدم المصاحف على مستوى العالم موجود حاليًا في مصر| فيديو

أكد الدكتور أسامة طلعت، رئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، أن المؤسسة تواصل دورها الريادي في خدمة القراء والباحثين من خلال مكتباتها المنتشرة ومعاملها المتطورة، فضلاً عن برامجها في مجال الرقمنة والتوثيق، حيث تحمل على عاتقها مهمة الحفاظ على التراث الفكري والإنساني الممتد عبر قرون طويلة.
مكتبات فرعية ووثائق نادرة
أوضح أسامة طلعت، خلال لقائه في برنامج "الخلاصة" المذاع عبر فضائية المحور مع الإعلامية هبة جلال، أن دار الكتب تمتلك 25 مكتبة فرعية تقدم خدماتها للقراء والباحثين في مختلف المحافظات، مما يسهل وصول المعرفة إلى الجميع، كما تحتوي الدار على وثائق نادرة للأمراء والسلاطين ونسخ أصلية لمؤلفات بارزة، وهو ما يجعلها مرجعًا فريدًا للدارسين والمهتمين بالتاريخ.
وأشار أسامة طلعت إلى أن دار الكتب نشأت بتوجيه من الخديوي إسماعيل، لتكون منارة للثقافة وحافظة للهوية المصرية، مؤكداً أن بين مقتنياتها أقدم المصاحف الموجودة في مصر، ومنها نسخة من مصحف سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، ما يجعلها من أهم المؤسسات التراثية في المنطقة.
دعوة لاكتشاف التراث الثقافي
شدد أسامة طلعت على أن من يبحث عن أي كتاب أو وثيقة تاريخية عليه أن يتوجه مباشرة إلى دار الكتب والوثائق القومية، حيث يجد كل ما يحتاجه من مصادر المعرفة، مضيفًا أن الكتاب المطبوع ما زال يحظى بإقبال واسع من القراء، رغم الانتشار الكبير للكتب الرقمية، لافتًا إلى أن الإقبال على الكتب الورقية يعكس ارتباط المصريين العميق بالقراءة والثقافة.
كما وجّه أسامة طلعت دعوة إلى المواطنين لزيارة دار الكتب من أجل التعرف على التراث الثقافي المصري والاطلاع على تاريخ الأمة من خلال الوثائق والمخطوطات التي توثق فترات حاسمة من تاريخ مصر والمنطقة العربية.
معامل ترميم ورقمنة متطورة
وفي سياق متصل، كشف أسامة طلعت أن الهيئة تمتلك معملاً للترميم على أعلى مستوى، يُعنى بالحفاظ على الوثائق التاريخية والمخطوطات النادرة من التلف أو الضياع، مؤكدً أن عملية الرقمنة باتت إحدى الأدوات الأساسية للحفاظ على الكتاب والمخطوط، إذ أن الدار تعمل على تحويل مقتنياتها إلى صيغة رقمية لضمان استدامتها وتسهيل الوصول إليها من قبل الباحثين.
وأوضح أسامة طلعت أن هناك بروتوكول تعاون مع وزارة الاتصالات، يهدف إلى توفير أحدث الأجهزة والتقنيات اللازمة لرقمنة المخطوطات والوثائق، بما يضمن الحفاظ عليها للأجيال القادمة ويعزز من مكانة دار الكتب كمنصة معرفية متطورة تجمع بين أصالة التراث وحداثة التكنولوجيا.

صرح ثقافي عالمي
واختتم أسامة طلعت بالتأكيد على أن المؤسسة ليست فقط مكتبة وطنية، بل هي صرح ثقافي عالمي يحظى باحترام الباحثين من مختلف دول العالم، فدار الكتب تمثل بوابة مصر إلى الماضي بكل ما يحمله من تراث وإلى المستقبل بما توفره من أدوات رقمية، لتظل دائمًا منارة للعلم والثقافة وحافظة لذاكرة الأمة.