محمد حجازي: إسرائيل تحظى بدعم أمريكي كامل في مخططاتها ضد غزة |فيديو

قال السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن إسرائيل تحظى بدعم كامل من الولايات المتحدة الأمريكية في جميع مخططاتها ضد قطاع غزة، مؤكداً أن هذه السياسات ليست وليدة اللحظة، بل هي امتداد لنهج طويل من الانحياز الأمريكي لإسرائيل، كما يشهد الملف الفلسطيني في هذه المرحلة الدقيقة تفاعلات خطيرة، مع تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية ومحاولات فرض سياسات الأمر الواقع على الأرض.
الدعم الأمريكي لإسرائيل
أوضح "حجازي"، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "على مسؤوليتي" المذاع عبر قناة صدى البلد الفضائية، أن الولايات المتحدة لم تتخل يوماً عن مساندة إسرائيل، سواء في مجلس الأمن أو المحافل الدولية، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية تواصل نفس النهج الذي اتبعته الإدارات السابقة، عبر توفير الغطاء السياسي والعسكري لتل أبيب، بما يتيح لها مواصلة سياساتها العدوانية.
وتابع أن ازدواجية المعايير هي السمة الأبرز في التعامل الغربي مع القضية الفلسطينية، حيث يجري الحديث عن حقوق الإنسان والديمقراطية في أماكن عدة من العالم، بينما يتم تجاهل الجرائم الإسرائيلية في غزة والضفة، مشيرًا إلى أن جلسة مجلس الأمن الأخيرة التي ناقشت ملف التهجير القسري للفلسطينيين جاءت بالتوازي مع اجتماع في البيت الأبيض قاده جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لدعم الموقف الإسرائيلي، وهو ما يفضح حقيقة الانحياز الغربي.
ازدواجية المعايير الدولية
وشدد على أن مصر تظل اللاعب الأبرز في الساحة الفلسطينية، حيث أفشلت القاهرة في ما عُرف بـ "صفقة القرن"، كما أنها قادرة اليوم على التصدي لمخطط التهجير الذي تسعى إسرائيل لتنفيذه، مبينًا أن الدور المصري لا يقتصر على الجانب السياسي فقط، بل يشمل التحركات الإنسانية من خلال فتح معبر رفح وإيصال المساعدات، فضلاً عن الجهود الدبلوماسية الحثيثة التي تبذلها القيادة المصرية في مختلف العواصم.
ولفت "حجازي" إلى أن اعتراف نحو 18 دولة جديدة بفلسطين في الأمم المتحدة يمثل خطوة مهمة في تعزيز مكانة الدولة الفلسطينية على الساحة الدولية، معتبراً أن هذه الخطوة تعكس تنامي الوعي العالمي بعدالة القضية، رغم الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة وحلفاؤها، إذ أن مثل هذه الاعترافات تُشكل رصيداً استراتيجياً للفلسطينيين في مواجهة المشروع الإسرائيلي.
العقوبات الأوروبية والضغط
وأوضح أن الاتحاد الأوروبي يمتلك أدوات ضغط قوية يمكنها ردع إسرائيل، وفي مقدمتها العقوبات الاقتصادية والسياسية، منوهًا إلى أن العواصم الأوروبية لم تُبدِ حتى الآن الجدية المطلوبة في هذا الملف، ما يثير علامات استفهام حول مدى استعدادها لاتخاذ خطوات عملية تتجاوز حدود البيانات الدبلوماسية.
وأكد محمد حجازي أن إسرائيل باتت تُعامل من قِبل العديد من المؤسسات الحقوقية الدولية كـ "دولة أبرتهايد"، في ظل سياساتها العنصرية ضد الفلسطينيين، مشدداً على أن المجتمع الدولي مطالب بتكرار التجربة التي جرت ضد جنوب أفريقيا في الماضي، حيث تم فرض حصار شامل أدى إلى إسقاط نظام الفصل العنصري، لا سيما استمرار الصمت على الممارسات الإسرائيلية لن يؤدي سوى إلى مزيد من التوتر والفوضى في المنطقة.

الرؤية المستقبلية للصراع
اختتم محمد حجازي تصريحاته بالتأكيد على أن المعادلة لن تستقر دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يقوم على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مشددًا أن استمرار المماطلة الإسرائيلية والدعم الأمريكي غير المحدود سيزيد من تعقيد المشهد، لكنه شدد على أن الإرادة الشعبية الفلسطينية والدعم العربي، وعلى رأسه مصر، قادران على مواجهة هذه المخططات وإفشالها كما حدث من قبل.