عاجل

محمود السعيد: اغتيالات إسرائيل انتصارات قصيرة المدى تعمّق أزمتها وتؤجج التعاطف

الدكتور محمود السعيد
الدكتور محمود السعيد

قال الدكتور محمود السعيد، نائب رئيس جامعة القاهرة للدراسات العليا والبحوث، إن إسرائيل، بعد أشهر من العمليات العسكرية ومحاولات إقناع المجتمع الدولي بجدوى غزو غزة لتحرير الرهائن والقضاء على حركة حماس، بدأت تبحث عن انتصارات بديلة خارج ساحة المعركة الرئيسية، فاتجهت إلى سياسة الاغتيالات.

وأضاف السعيد في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، أن الهدف من هذه السياسة لا يكمن في تحقيق مكاسب عسكرية حقيقية، وإنما في تصدير صورة داخلية تعزز من ثقة المجتمع الإسرائيلي في كفاءة مؤسساته الأمنية، فضلاً عن إرسال رسالة للخارج بقدرة جهازها الاستخباراتي على الوصول إلى القيادات وتصفيتها.

تعزز التوترات وتغذي العنف

ومع ذلك، أوضح السعيد أن هذه الاستراتيجية، رغم ما تمنحه من انتصارات قصيرة المدى، تفضي على المدى البعيد إلى نتائج عكسية. حيث تؤدي إلى خلق حالة من التعاطف الشعبي مع الجماعات المستهدفة، وتعزز من التوترات وتغذي حالة العنف المستمر.

وأشار إلى أن استمرار الحرب دون تحقيق الأهداف المعلنة مثل تحرير الرهائن أو حسم الصراع عسكريًا، يدفع إسرائيل إلى اتخاذ خطوات ارتجالية قصيرة النظر لا تعالج جذور الأزمة. وأضاف أن الحل الحقيقي يكمن في العودة إلى مبدأ "حل الدولتين" ومعادلة "الأرض مقابل السلام"، وهو ما تتجاهله القيادة الإسرائيلية الحالية التي تركز فقط على انتصارات معنوية مؤقتة، ستتحول مع الوقت إلى خسائر استراتيجية فادحة.

وأكد السعيد أن تجاهل هذه المعادلات الأساسية يعمق الأزمة ويزيد من تعقيد فرص تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

اغتيالات إسرائيل استراتيجية لترسيخ حكم نتنياهو

في سياق متصل، أكد الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلوم السياسية، أن استراتيجية الاغتيالات التي تعتمدها إسرائيل في الفترة الأخيرة لا تقتصر على تحقيق نصر معنوي فحسب، وإنما تأتي ضمن خطة سياسية متكاملة تهدف إلى ترسيخ أقدام اليمين المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو في السلطة، عبر تعزيز صورته كالقادر على مواجهة خصوم إسرائيل والقضاء عليهم.

وأوضح عاشور في تصريح خاص لـ"نيوز رووم" أن توقيت الضربات والاغتيالات التي تستهدف مواقع مختلفة، سواء في قطاع غزة أو في اليمن ضد جماعة الحوثيين، يُظهر أن هذه العمليات ليست عشوائية أو فردية، بل تمثل تصعيدًا مدروسًا يحمل رسائل ردع إقليمية موجهة ليس فقط إلى حركة حماس، وإنما إلى إيران ودول أخرى في المنطقة، مما يعكس التطور الكبير في القدرات التكنولوجية والاستخباراتية التي تمتلكها إسرائيل.

تم نسخ الرابط