أستاذ العلاقات الدولية يوضح دلالات استضافة مصر اجتماعا رسميا لمجموعة العشرين

أكد الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، أن استضافة مصر للاجتماع الثالث لمجموعة العشرين، رغم أنها ليست من الدول الأعضاء بالمجموعة، يحمل دلالة سياسية ودبلوماسية بالغة الأهمية، ويعكس المكانة المحورية لمصر على الساحة الدولية، لا سيما في هذا التوقيت الحرج.
أهمية عقد الاجتماع على الأراضي المصرية
وأوضح "فارس" في مداخلة هاتفية لقناة "إكسترا نيوز"، أن عقد الاجتماع على الأراضي المصرية يُعد اعترافًا دوليًا بدور القاهرة المحوري في معالجة القضايا الإقليمية، وعلى رأسها الأزمة في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن مصر تمثل حلقة الوصل الأساسية بين المواقف العربية والأوروبية، وتسعى لتوحيد الجهود نحو وقف العدوان الإسرائيلي المستمر.
وأشار إلى أن الدول الأوروبية بدأت تلتف حول الرؤية المصرية، والتي تؤكد منذ اللحظة الأولى على ضرورة وقف إطلاق النار، ورفض السياسات الإسرائيلية القائمة على تهجير السكان، واستخدام سلاح التجويع لكسر إرادة الشعب الفلسطيني.
ونوه فارس إلى أن العديد من أعضاء مجموعة العشرين سبق أن زاروا القاهرة، وكان هناك توافق واضح على ضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية ورفض محاولات تصفية القضية، كما شدد على أن ما يحدث في غزة ليس مجرد أزمة إنسانية طارئة، بل هو نتاج لمخططات ممنهجة، تستهدف تدمير القضية الفلسطينية عبر أدوات غير مشروعة، أبرزها الحصار والتجويع.
الموقف المصري الثابت تجاه القضية الفلسطينية
وفي هذا السياق، أكد الدكتور فارس أن تصريحات السفير راجى الإتربي، الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية لدى مجموعة العشرين، عكست الموقف المصري الثابت تجاه القضية الفلسطينية، إذ ندد باستخدام إسرائيل لسياسة التجويع كسلاح لإخضاع أهالي غزة، معتبرًا أن هذه السياسات تندرج تحت إطار "الجرائم المتعمدة" التي يصنعها البشر ضد المدنيين الأبرياء.
وأضاف أن الدولة المصرية لم تتغيب يومًا عن أي محفل دولي دون أن تضع القضية الفلسطينية في صدارة أولوياتها، وهو ما تمثل منذ أول كلمة للرئيس عبد الفتاح السيسي في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2014، والتي أكدت على ضرورة حل الدولتين كخيار وحيد لتحقيق السلام.
وأشار كذلك إلى أن القاهرة قادت تحركات واسعة منذ بدء العدوان، أبرزها قمة القاهرة للسلام التي عقدت بحضور أكثر من 31 دولة وثلاث منظمات دولية، ثم أعقبتها قمة عربية استثنائية في مارس الماضي، حيث عرضت مصر خارطة طريق واضحة تدعو إلى وقف شامل لإطلاق النار، ورفض تجويع الفلسطينيين أو تهجيرهم قسرًا.
مصر تخوض "حربًا دبلوماسية شرسة" على الساحة الدولية
وفي ختام تصريحاته، أكد الدكتور حامد فارس أن مصر تخوض "حربًا دبلوماسية شرسة" على الساحة الدولية، لتصحيح الرواية وفضح ممارسات الاحتلال، ولتأكيد أن لا أمن ولا استقرار في الشرق الأوسط إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، مشددًا على أن المجتمع الدولي بدأ يلتزم شيئًا فشيئًا بالرؤية المصرية التي اتسمت بالوضوح والحسم منذ اليوم الأول للعدوان.