خارج التغطية| أزمة دوائية تهدد حياة المرضى.. أدوية منقذة تختفي ولا بدائل

في مشهد يعكس خطورة الأزمة الدوائية الراهنة في مصر، تتزايد تساؤلات المرضى وذويهم حول مصير العديد من الأدوية الأساسية، التي تُعد ركيزة رئيسية في منظومة الرعاية الصحية، لما لها من دور حيوي في علاج الأمراض المزمنة والحادة، وتحسين جودة الحياة لكثير من الفئات، خصوصًا الأطفال ومرضى القلب والاضطرابات النفسية والعصبية.

تشير التقارير إلى أن وجود بعض النواقص في الأدوية أصبح ظاهرة مقلقة تؤثر بشكل مباشر على الصحة العامة وقدرة المجتمع على مواجهة التحديات الصحية، مع تسجيل شكاوى متزايدة من المرضى، بشأن صعوبة الحصول على العلاجات الضرورية، مما يهدد بارتفاع معدلات المضاعفات والوفيات نتيجة تأخر العلاج أو انقطاعه.

خدمات إلكترونية تتيح الإبلاغ عن نواقص الأدوية

ورغم هذه التحديات، تسعى هيئة الدواء للتخفيف من تداعيات الأزمة عبر خدمات إلكترونية تتيح الإبلاغ عن نواقص الأدوية وتقديم الاستشارات الدوائية على مدار الساعة، إلى جانب استقبال الشكاوى المتعلقة بالأعراض الجانبية أو الاستخدام غير الآمن للأدوية.

كشف محمود فؤاد، مدير جمعية الحق في الدواء، عن نقص حاد في عدد من الأصناف الدوائية الحيوية، مشيرًا إلى أنها تمثل شريان حياة لمرضى مزمنين وأطفال في حالات حرجة.

لا يوجد لها بدائل علاجية معتمدة

أوضح فؤاد في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم"، أن بعض هذه الأدوية لا يوجد لها بدائل علاجية معتمدة، وهو ما يضع المرضى في مواجهة مباشرة مع الخطر، ويزيد من صعوبة المهمة على الأطباء، الذين يعتمدون على جرعات منتظمة ومستقرة لضمان استقرار الحالة الصحية للمرضى.

أكد فؤاد أن هذه الأدوية لا تتوفر لها بدائل علاجية حقيقية، ما يضع المرضى في مواجهة أزمة صحية غير مسبوقة.

دعا فؤاد إلى تحرك عاجل من الجهات المعنية، مطالبًا بضرورة تشديد الرقابة على الأدوية المنقذة للحياة، والتدخل الفوري لحل الأزمة قبل أن تتفاقم.

أكد أن "الأمن الدوائي هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي، وأي تقصير فيه يعني تعريض حياة آلاف المرضى للخطر".

ومن بين أبرز الأدوية التي تشهد اختفاءً شبه تام من الأسواق:

"إيزوبتن أمبول": يُستخدم لإنقاذ مرضى القلب، ويُعد ثالث دواء منقذ للحياة في هذا التخصص يختفي في الفترة الأخيرة.

"فيوفاكت": عقار مستورد يُعطى للأطفال ناقصي اكتمال الرئة عقب الولادة مباشرة. يشير فؤاد إلى أن بعض الأطفال يفقدون حياتهم خلال 24 ساعة بسبب عدم توفر هذا العقار، الذي لا يُصرف إلا بتعليمات خاصة من الجهات المختصة.

حقن TREVICTA بجميع تركيزاتها

أقراص REMINYL لعلاج الزهايمر

كما شملت قائمة النواقص الدوائية أصنافًا متداولة وضرورية لعلاج أمراض متعددة، من بينها:

سبترين أقراص

سولبريد 5 و20 أقراص

لوجيماكس أقراص

دوفلاك شراب

سيلوكينوزك

مياكردز أقراص

الترادول 150 أقراص

كونترامال 200 أقراص

بريانيل أقراص

أكدت هيئة الدواء، أنها تعمل على تعزيز قنوات التواصل مع الجمهور من خلال خدمات إلكترونية تتيح الإبلاغ الفوري عن نواقص الأدوية ومستحضرات التجميل والمستلزمات الطبية، وهو ما يسهم في سرعة الاستجابة واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان توافر الأدوية.

شددت الهيئة على أهمية رفع الوعي الدوائي بين المواطنين، مؤكدة أن الاستخدام الآمن والرشيد للأدوية يعتمد بشكل كبير على التثقيف الصحي، ودعت الجمهور إلى التفاعل مع منصاتها الإلكترونية، حيث يتم استقبال البلاغات، الشكاوى، والاستفسارات، واتخاذ الإجراءات المناسبة حيالها.

اكد الدكتور ياسين رجائي، مساعد رئيس هيئة الدواء والمتحدث الرسمي باسم الهيئة، عدم وجود أزمة حقيقية في نواقص الأدوية، موضحا أن الهيئة تستقبل البلاغات عبر الخط الساخن، وتقوم بتوجيه المرضى فورًا إلى أماكن توافر الدواء، عبر رقم 15301، وإذا كانت هناك أصناف بعينها تواجه نقصًا، نرجو الإبلاغ عنها مباشرة ليتم التعامل معها سريعًا.