مندوب الأردن أمام مجلس الجامعة العربية: فلسطين تسبقى روح العروبة وريحانها

قال مندوب المملكة الأردنية الهاشمة ، السفير أمجد العضايلة في اجتماع الدورة العادية الـ 164 لمجلس جامعة الدول العربية، على مستوى المندوبين الدائمين: «يسُرُني والمملكة الأردنية الهاشمية تسعتد لتسليم رئاسة الدورة العادية 163 لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، أن أعرب لمجلسكم الكريم، دولاً أعضاء فاعلة وأمانةً عامةً نشطة، بخالص التقدير على ما ساد أجواء العمل في الدورة 163 من تعاونٍ منتجٍ وتفاعلٍ بناءٍ وتشاركيةٍ في التنسيق، أنتجت تفاهماً وتقارباً في وجهات النظر وتقريباً للمواقف وحرصاً على مخرجات المجلس وجميع اللجان المنضوية تحت مظلته، وبما خدم الموقف العربي الموحد حيال قضايا أمتنا وقدّم مساهمةً جليةً وتفاعلاً مستجيباً لكل المستجدات التي ظهرت خلال الدورة العادية والاجتماعات الطارئة».
فلسطين ستبقى قضية عادلة
وأضاف: «وإنني إذ اتمنى لدولة الإمارات العربية الشقيقة التوفيق والسداد في رئاسة الدورة 164 لمجلس جامعة الدول العربية وأرحب بسعادة رئيس الوفد الإماراتي السفير عبدالله حمدان النقبي لأعرب عن التمنيات بأن تكون الدورة القادمة لمجلس الجامعة بذات تعاوننا وتنسيقنا الذي يصب في بوتقة الموقف العربي ويسهم في تعزيزه وتقويته، لا سيما في ظل ما تشهده منطقتنا من تحدياتٍ جسام، في مقدمتها ما يعاني الشعب الفلسطيني الشقيق، في قطاع غزة والضفة الغربية، من استمرار العدوان الإسرائيلي وانتهاكات غير مسبوقة».
وأكد : «ستبقى فلسطين، قضيةً عادلةً وأرضاً عربيةً وشعباً مناضلاً، روح العروبة وريحانها وبوصلة العمل العربي المشترك وقبلة الجهود الدبلوماسية وجوهر الصراع العربي الإسرائيلي وحلّها العادل الشامل هو أساس تحقيق السلم والأمن الإقليمي والدولي، لأن تدحرج كرة الظلم وسلب الأرض ونزع الحقوق ستبقى ذاتها هي الدافع لمزيدٍ من النزاعات والحروب والكراهية وظهور العنف بكل اشكاله».
وتابع: «مجلسنا هذا، الذي كرّس دورات أعماله العادية وغير العادية، للتعامل مع التحديات غير المسبوقة التي تواجهها قضيتنا المركزية، القضية الفلسطينية، وتحديداً مع تسارعٍ مدان ومستنكر ومرفوض لوتيرة العنف والظلم والاستهداف والتجويع التي يعانيها الشعب الفلسطيني الشقيق على مدار العامين الماضيين جراء اعتداءات إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، على كامل الأرض الفلسطينية، يجد هذا المجلس نفسه أمام واقعٍ غير مسبوق من المآسي الإنسانية التي تسببت فيها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة وسياسة التجويع المقصود واستهداف الإنسان الفلسطيني وملاحقة وقتل الصحفيين في محاولةٍ لإسكات الصوت وطمس الحقيقة».
وواصل: «كل الإجراءات والمخططات التي تعلنها حكومة الاحتلال الاسرائيلي ويقرّها الكنيست ولم تسمع رفضاً حاسماً من المجتمع الدولي لها، تتطلب منّا تعزيز الجهود اللازمة نحو التحرّك سياسياً وقانونياً ودبلوماسياً على المستوى العربي لوقف هذا العدوان الغاشم وكل القرارات الباطلة، وجمع الحشد الدولي الفاعل لمواجهته».
وزاد: «بالتوازي مع ذلك، علينا أن نواصل مساعينا في إيصال الصوت للمجتمع الدولي والتنسيق مع القوى الفاعلة فيه، لتحمّل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية، وإلزام إسرائيل وحكومتها بالتراجع عن هذه المخططات ووقف أي سلوكٍ تنتهجه من شأنه انتهاك الثوابت والحقوق التاريخية لفلسطين وأرضها وشعبها، وإنهاء جميع الإجراءات التوسّعية اللاشرعية في الضفة الغربية المحتلة، وتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني وتلبية حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، وفق مقررات الشرعية الدولية وحل الدولتين وبما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس، وعلى حدود الرابع من حزيران للعام 1967».
الأردن ستستمر في العمل على تمتين وحدة الصف العربية
وأردف: «اجتماعنا هذا يسبق أعمال الدورة 80 الجمعية العمومية للأمم المتحدة في الثلث الأخير من سبتمبر الجاري، والتي نتطلع أن يصدر عن اجتماعاتها خطواتٍ عمليةٍ ضاغطة بكل الوسائل التي من شأنها وقف هذه الحرب وإنهاء العدوان وإنقاذ غزّة وأهلها من مجاعةٍ لم تعد محتملة، مشيرين هنا إلى الموقف الواضح، الذي عبّرت عنه اللجنة الوزارية العربية والإسلامية من أسفٍ عميق إزاء قرار الخارجية الأمريكية بعدم منح تأشيرات الدخول لوفد دولة فلسطين المشارك في أعمال الجمعية العامة، والذي يأتي في وقت من الضروري فيه دعم السلطة الوطنية الفلسطينية وفخامة الرئيس محمود عباس في ظل الظرف الراهن وغير المسبوق الذي تمر به القضية الفلسطينية، ويتطلب تمكين السلطة الفلسطينية وتقويتها بوصفها شريك السلام والساعي له».
وفي الختام، قال: «إن المملكة الأردنية الهاشمية، بمواقف قيادتها الحكيمة وديدنها المعهود ونهجها الدبلوماسي ببوصلته العربية، تواصل مع أشقائها العرب، سواء عبر الجامعة العربية أو أطر التعاون البيني الثنائي ومتعدد الأطراف مع الدول الشقيقة، بذل كل مساعيها ووضع كل ثقلها في تعزيز الوفاق والاتفاق العربي وإيجاد الحلول السلمية للأزمات التي تعاني منها دول عربية شقيقة، ما أدى إلى التأثير على أمنها واستقرارها ووحدتها الوطنية».
وأضاف : «سوف تستمر المملكة إلى جانب أشقائها العرب في العمل على تمتين وحدة الصف وتعميق الجهد المشترك المفضي لخير هذه الأمة ونصرة قضاياها العادلة ودعم تطلعات شعوبها نحو العيش بأمنٍ وسلامٍ وازدهار منشود».