الرعاية الصحية: لا كليات طب جديدة دون مستشفى جامعي.. وتدريب إلزامي من أول عام

أصدرت ورشة التعليم الطبي والتنمية المهنية المستدامة (التحديات والتهديدات)، التي انعقدت ضمن فعاليات مؤتمر النقابات الفرعية للأطباء، مجموعة من التوصيات المهمة التي تستهدف تطوير التعليم الطبي في مصر، وتحسين جودة تدريب الأطباء الشباب، بما ينعكس إيجابيًا على مستوى الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين.
مستشفى جامعي متكامل
وجاءت التوصية الأولى بضرورة وقف التوسع العشوائي في إنشاء كليات الطب، مع التأكيد على عدم السماح بإنشاء أي كلية جديدة ما لم يتوافر لديها مستشفى جامعي متكامل يتيح التدريب العملي للطلاب، خاصة في ظل تطبيق النظام الجديد (5+2)، والذي يتطلب بدء التدريب الإكلينيكي من السنة الدراسية الأولى.
وقف قبول دفعات جديدة في الكليات
أما التوصية الثانية، فقد دعت إلى وقف قبول دفعات جديدة في الكليات التي استنفدت مهلة السنوات الثلاث المقررة لإنشاء مستشفى جامعي، وهي مهلة كانت ملائمة في ظل النظام القديم الذي لم يكن يتطلب تدريبًا إكلينيكيًا قبل السنة الرابعة، بينما بات هذا التدريب أساسيًا منذ بداية الدراسة في النظام الجديد.
جودة التدريب والتعليم الطبي
وفي السياق ذاته، أوصت الورشة في بندها الثالث بـعدم الاعتماد على بروتوكولات التعاون التي أبرمتها بعض الكليات الجديدة مع المستشفيات الجامعية القائمة، مؤكدة أنها فشلت في التطبيق العملي، حيث وصلت هذه المستشفيات إلى الحد الأقصى من طاقتها الاستيعابية التعليمية، ولم يعد بإمكانها استقبال طلاب إضافيين من كليات أخرى، مما انعكس سلبًا على جودة التدريب والتعليم الطبي.
وتضمنت التوصية الرابعة التأكيد على أهمية تطوير برنامج تدريبي متكامل خلال فترة الامتياز الممتدة إلى عامين بدلًا من عام واحد، مع ضرورة وجود نظام متابعة دقيق وتقييم دوري في نهاية كل دورة تدريبية، بما يسهم في رفع كفاءة الأطباء حديثي التخرج وضمان جاهزيتهم للعمل الميداني.
وفي التوصية الخامسة، شددت الورشة على ضرورة تحديد حد أدنى واضح للقبول في كليات الطب الخاصة والأهلية، بحيث لا يقل عن 5% فقط أقل من الحد الأدنى للقبول في الكليات الحكومية، وذلك حفاظًا على مستوى الطلاب وتكافؤ الفرص، بعد ملاحظة قبول طلاب بمجاميع متدنية تتراوح بين 70% و74% خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يشكل خطرًا على مستوى المهنة وجودة التعليم.
وأكدت الورشة، في توصيتها السادسة، على ضرورة توعية أولياء الأمور بعدم دفع أبنائهم إلى الالتحاق بكليات الطب بمجاميع ضعيفة، حيث أن دراسة الطب تتطلب طلابًا متفوقين جادين يمتلكون القدرة على الاستمرار والمثابرة، محذّرة من أن التحاق غير المؤهلين بهذه الكليات يشكل عبئًا على الطالب نفسه وعلى المجتمع والمنظومة الصحية.
وفي ختام التوصيات، دعت الورشة إلى تشجيع النقابات الفرعية للأطباء على التوجه نحو اعتماد مراكز التدريب التي تُعقد فيها ورش العمل والدورات التدريبية، وذلك من خلال المجلس الصحي المصري، بما يُمكّن الأطباء من الحصول على الساعات المعتمدة اللازمة للترقي الوظيفي، على أن يتم ذلك بالتنسيق مع النقابة العامة للأطباء.
وقد أدار الورشة كلٌ من: الدكتور خالد صفوت (رئيسًا)، والدكتور ضياء عبد الحميد (مقررًا)، والدكتور أحمد الديب (أمينًا للسر)، كما شارك في الفعاليات عدد من الضيوف البارزين، من بينهم الدكتور محمد لطيف، رئيس المجلس الصحي المصري، والدكتور عاطف مرسي، عميد كلية طب بني سويف السابق.