عاجل

معتزة عبد الصبور تكشف عن معاناتها النفسية والصحية وتؤكد: "لا أريد التريند

معتزة عبد الصبور
معتزة عبد الصبور

 

أثارت الكاتبة والفنانة معتزة عبد الصبور، ابنة الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور، موجة واسعة من التعاطف بعد أن نشرت رسالة مطولة عبر حسابها على "فيس بوك"، تحدثت فيها بصدق عن أزمتها الأخيرة، التي بدأت بإبلاغها من أحد ورثة العقار الذي تقيم فيه بضرورة مغادرة منزلها بعد سنوات قليلة، لتواجه بذلك صراعًا قاسيًا بين الحفاظ على إرث والدها وبين البحث عن الاستقرار النفسي والصحي في ظروف صعبة تمر بها.

معتزة بدأت رسالتها باعتذار صريح للصحفيين الذين حاولوا التواصل معها، قائلة: "بعتذر لكل الصحفيين اللي حاولوا يتواصلوا معايا وأنا مردتش، أنا مواطنة مصرية عادية جدًا، بكتب على صفحتي للونس وقت الشدة، مش عايزة أبقى تريند بالمرة، أنا حكيت فقط من فرط الألم وقلة الحيلة"، موضحة أن ما تنشره ليس بحثًا عن شهرة أو ضجة إعلامية، وإنما محاولة للتنفيس عن وجعها الإنساني.

وأكدت أنها في هذه المرحلة من حياتها تسلم أمرها بالكامل لله، قائلة: "خلصت كل خناقاتي في الدنيا وتشَبثي بأي شيء فيها، أبويا مش في حيطان شقة، روحه منثورة في العالم كله، ولو راحت الحيطان، إحنا باقيين في أرواح خلق الله. قيمتنا وأثرنا في الدنيا مش مزنوقين في حيطان"، في إشارة واضحة إلى أن معركتها الحقيقية هي مع إحساس الفقد والخذلان، لا مع الجدران التي تحتضن ذكرياتها فقط.

ولم تُخفِ معتزة حجم الألم الذي تعيشه، خاصة مع اضطرارها للتفكير في إخلاء بيت عاشت فيه أسرتها لأكثر من ستين عامًا، حيث قالت: "الموقف أكثر إيلامًا وقسوة بالنسبة لي من أي كلام أو أي رجاء من أي حد غير الخالق. ساعدوني أمشي في سلام وهدوء. أنا واثقة أن أي رحمة ربنا يدهالي هتبقى هي الصح".

وأشارت في رسالتها إلى شعورها بالحزن على اضطرارها للتوقف عن رسالتها التعليمية، حيث كانت تدرب طلاب التمثيل وتمنحهم من خبرتها، معتبرة أن ذلك كان امتدادًا لصوت والدها الذي كان دائمًا يحثها على نشر العلم. 

وأضافت: "يمكن حزني الوحيد هو أني كنت ابتديت أكون مؤثرة في حياة طلاب التمثيل اللي كان ليا شرف تدريبهم، كنت أنا وطلبتي في قمة السعادة، بنعمل حاجة عليها القيمة أوي ومش عايزين حاجات كتير مادية من الدنيا، لكن الرحلة دي هتنقطع لأني دلوقتي مجبرة أركز في إخلاء بيت عمره ستين سنة"، مؤكدة أنها لا تبحث عن بدائل، بل عن "خلاص وسنوات أخيرة في سلام".

رسالة معتزة لم تتوقف عند حدود أزمتها الشخصية، بل نبهت إلى أزمة اجتماعية أوسع ستواجه العديد من الأسر، قائلة: "السبع سنوات الجايين هتشوفوا وتسمعوا فيهم عن مآسي كتير لأسر كتير جدًا، تدمى القلب. مآسي أكبر من أن يتحملها قلب فُطر على الرحمة والخير والإنسانية"، محذرة من حجم المعاناة الإنسانية التي قد تنتج عن مثل هذه المواقف.

وقد أثارت كلماتها تفاعلًا كبيرًا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين عبروا عن تضامنهم معها، واعتبروا أن ما تمر به لا يخصها وحدها، بل يعكس قضايا أوسع تتعلق بالأمن السكني والحفاظ على الإرث الثقافي والفكري للأسر المصرية التي قدمت الكثير للوطن.

من هو صلاح عبد الصبور؟


جدير بالذكر أن صلاح عبد الصبور (1931 – 1981) يُعد واحدًا من أبرز شعراء العصر الحديث ورواد حركة الشعر الحر في العالم العربي. تميز إنتاجه الشعري بقدرته على المزج بين الحس الفلسفي والعمق الإنساني، كما ارتبط اسمه بتجديد شكل القصيدة العربية، وقدّم أعمالًا مسرحية وشعرية خالدة منها: "مأساة الحلاج"، "ليلى والمجنون"، و"بعد أن يموت الملك". ترك إرثًا أدبيًا غنيًا ما زال يحظى بدراسة وتقدير في الأوساط الثقافية والأكاديمية حتى اليوم، ويُعتبر أحد أعمدة الأدب العربي المعاصر.

وبينما تعيش ابنته معتزة عبد الصبور أزمتها الحالية، يتجدد النقاش حول أهمية حماية إرث رموز الثقافة والفكر في مصر، وضمان بقاء أثرهم حيًا في الوجدان الجمعي، بعيدًا عن تهديدات الحياة المادية وظروفها القاسية.
 

 

تم نسخ الرابط