«الخرباوي»: تصريحات قيادات الإخوان تكشف عقلية الاستبداد ورفض التعددية |فيديو

كشف الدكتور ثروت الخرباوي، الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية والمنشق السابق عن الإخوان، أن بعض قيادات الجماعة كانوا يفضحون نواياهم دون قصد من خلال تصريحاتهم المباشرة، التي أكدت طبيعة فكرهم القائم على الاستبداد ورفض التعددية.
وأوضح ثروت الخرباوي، خلال لقائه في برنامج "مساء جديد" المذاع عبر قناة المحور الفضائية، أن هذه الفلتات لم تكن مجرد زلات كلامية، بل تعبيراً حقيقياً عما يضمره قادة التنظيم، وأنها تمثل دليلاً دامغاً على العقلية المغلقة التي تدار بها الجماعة.
مصطفى والديمقراطية الممزقة
وأشار "الخرباوي" إلى موقف لافت للقيادي الإخواني الراحل مصطفى مشهور، أحد أبرز قادة التنظيم، الذي كان يسيطر فعلياً على الجماعة حتى قبل أن يتولى منصب المرشد بشكل رسمي، فضًلا عن أن محدودية ثقافة مشهور جعلته يكشف بوضوح ما يدور داخل الجماعة، إذ قال في حوار صحفي: "الديمقراطية سلم نصعد عليه حتى نصل إلى كرسي السلطة، ثم نركله بأقدامنا".
وأكد أن هذا التصريح يلخص رؤية الإخوان الحقيقية، فهم لا يعترفون بالديمقراطية كقيمة إنسانية أو آلية للتداول السلمي للسلطة، بل يرونها مجرد أداة للوصول إلى الحكم ثم التخلص منها.
استهانة بمصر وشعبها
وأضاف "الخرباوي" أن تصريحات قادة الإخوان لم تتوقف عند رفض الديمقراطية، بل امتدت إلى الاستهانة بمصر كدولة وحضارة وشعب، فقد نُقل عن بعض مرشدي الجماعة أنهم تحدثوا باستخفاف عن مصر كلها، في إشارة خطيرة إلى غياب الحس الوطني لدى التنظيم.
وتساءل: "هل يمكن أن يكون قائداً حقيقياً لمصر من لا يعترف بقيمة الأمة المصرية وعمقها الحضاري؟ وهل يمكن أن يحترم حرية المواطن من يستخف بفكرة الديمقراطية من الأساس؟".
شهادات من داخل الجماعة
واستطرد ثروت الخرباوي قائلاً: "لقد عشت داخل هذه الجماعة سنوات طويلة، وخبرت طبيعتها الاستبدادية عن قرب، حيث لا مكان لحرية الرأي أو الاعتراض، وكل من يخالف قرارات القيادة يُعاقب أو يُقصى"، مشددًا أن تجربته الشخصية في معارضة بعض قرارات المرشد كانت كاشفة لمدى ضيق أفق الجماعة ورفضها للرأي الآخر.
وأوضح أن هذه العقلية الاستبدادية لم تكن وليدة اللحظة، بل امتدت منذ تأسيس التنظيم وحتى الآن، وهو ما يفسر فشل الإخوان في إدارة أي مؤسسة أو كيان بشكل ديمقراطي أو شفاف.
تجربة نقابة المحامين
وسرد "الخرباوي" واقعة تاريخية مرتبطة بانتخابات نقابة المحامين عام 2001، حينما فاز النقيب سامح عاشور على منافسه الراحل رجاء عطية، موضحًا أن الجماعة آنذاك كانت قد رفعت شعار "المشاركة لا المغالبة"، لكنها عملياً كانت تبحث عن السيطرة والانفراد بالقرار.
وأضاف: "اختلفت مع مرشد الجماعة وقتها في مسألة دعم أحد المرشحين، وقلت إننا يجب أن نثبت مصداقية شعارنا ونقف مع فصيل سياسي مختلف، حتى نؤكد أننا شركاء في الساحة لا مغالبون"، إلا أن موقفه قوبل بالرفض، ما يعكس ازدواجية الخطاب بين ما يُرفع من شعارات وما يُمارس على أرض الواقع.
الخطاب في الداخل والخارج
وأوضح ثروت الخرباوي أن الإخوان كانوا دائماً يستخدمون خطابين: خطاب خارجي موجّه للرأي العام يرفع شعارات الديمقراطية والمشاركة، وخطاب داخلي يقوم على الانضباط الحديدي والطاعة العمياء ورفض أي معارضة، هذه الازدواجية، وفق قوله، تؤكد أن الجماعة لم تؤمن يوماً بالتعددية السياسية ولا بحرية الفكر.
وأشار إلى أن الصحافة المصرية وثّقت هذه التناقضات في مقالات وحوارات عديدة، منها ما نُشر بجريدة الأهرام عام 2000 وما تبعها من نقاشات فكرية، وهو ما يُعد شاهداً تاريخياً على طبيعة الجماعة الحقيقية.

استبداد في فكر الإخوان
واختتم ثروت الخرباوي حديثه قائلاً: "الجماعة لم تكن يوماً مشروعاً ديمقراطياً، بل كانت وما زالت تنظيماً يسعى للهيمنة المطلقة تحت غطاء ديني"، لافتًا إلى أن تجارب الماضي وحاضر الإخوان في الحكم أو في النقابات والاتحادات تكشف أن الديمقراطية لديهم ليست إلا وسيلة للوصول إلى السلطة، سرعان ما يتم التخلي عنها بمجرد التمكين.
وشدد ثروت الخرباوي على أن الوعي المجتمعي اليوم أصبح أكثر قدرة على كشف هذه الازدواجية، وأن التاريخ سجل بوضوح كيف تعامل قادة الجماعة مع الديمقراطية كشعار لا كقيمة، ومع مصر كأداة لا كوطن، وهو ما يمثل الخطر الأكبر على الدولة الوطنية.