إزالة الحواجز أمام السفارة البريطانية.. خطوة وطنية تعكس هيبة الدولة المصرية

نال قرار إزالة مصر للحواجز الخرسانية والمعدنية من أمام السفارة البريطانية في القاهرة إشادة كبيرة، خاصة أنه تسبب في تكدس الشوارع وكانت مصدرًا للإزعاج ومعاناة المواطنين.
وأعلنت السفارة البريطانية في القاهرة، يوم الأحد الموافق 31 أغسطس، عن إغلاق مبنى السفارة الرئيسي مؤقتًا، وذلك في أعقاب قيام السلطات المصرية بإزالة الحواجز الأمنية المحيطة بالمقر.
إزالة الحواجز أمام السفارة البريطانية انتصار لسيادة الدولة وحق المواطن
وقال ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، إن قرار الدولة المصرية إزالة الحواجز الخرسانية والمعدنية التي كانت مقامة منذ سنوات طويلة أمام السفارة البريطانية في القاهرة، يمثل خطوة وطنية تعكس هيبة الدولة المصرية، وتعيد للمواطن حقه الطبيعي في شوارعه التي ظلت مختطفة لعقود تحت مبررات أمنية، فكانت مصدر إزعاج ومعاناة يومية للآلاف من المصريين الذين يتنقلون في قلب العاصمة.
وأكد الشهابي أن هذه الخطوة تعني بوضوح أن سيادة الدولة المصرية فوق كل اعتبار، وأن لا سفارة أجنبية – أيًّا كان حجم دولتها – يمكن أن تفرض واقعًا استثنائيًا على شوارعنا، أو تمنح نفسها وضعًا خاصًا يجعلها فوق القانون، لأن الشوارع ملك للمواطن المصري وحده، ولا يجوز أن تُغلق أو تُحاصر لصالح أي جهة مهما كانت.
وأضاف رئيس حزب الجيل أن هذه الحواجز لم تكن مجرد عائق مروري أو حضري، بل كانت تعبيرًا رمزيًا سلبيًا يوحي بأن لهذه السفارات وضعًا مميزًا واستثنائيًا عن بقية مؤسسات الدولة والمجتمع، وهو أمر يتعارض مع المساواة في السيادة، ومع أبسط حقوق المواطن في حرية الحركة والعيش في مدينة آمنة ومنظمة.
وأوضح الشهابي أن الدستور المصري نص صراحة على حرية التنقل وحق المواطنين في استخدام الطرق العامة دون قيود، وهو ما يجعل استمرار غلق الشوارع أو حصارها مخالفًا للدستور ومساسًا مباشرًا بحقوق المواطنين وحرياتهم، التي أقرتها نصوص الدستور والقانون بشكل واضح.
ودعا رئيس حزب الجيل الديمقراطي الدولة المصرية إلى أن تستكمل هذه الخطوة الوطنية بإزالة الحواجز الخرسانية المماثلة المقامة منذ سنوات أمام مبنى السفارة الأمريكية في القاهرة، مؤكداً أن هيبة الدولة تقتضي أن يُعامل الجميع على قدم المساواة، وألا يكون هناك استثناءات أو امتيازات تمنح لسفارة دون أخرى.
واختتم ناجى الشهابي تصريحه بالتأكيد على أن الشعب المصري يشعر بارتياح كبير لقرار إزالة هذه الحواجز، ويرى فيه انتصارًا لإرادته وحقه في شوارعه، داعيًا إلى أن تكون القاهرة نموذجًا لعاصمة حديثة تليق بتاريخ مصر ومكانتها، بلا متاريس أو حواجز، وإنما مدينة مفتوحة وحضارية تعبر عن قوة الدولة وثقة المواطن في أمنه واستقراره.
دعم قرار مصر بشأن إزالة الحواجز أمام السفارة البريطانية
وأكد النائب طارق عبد العزيز، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ، على تقديم الدعم الكامل لموقف مصر الحاسم في حماية سفاراتها بالخارج، باعتبار أن تأمين البعثات الدبلوماسية حق أصيل كفلته المواثيق والاتفاقيات الدولية، وفي مقدمتها اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية.
وشدد رئيس برلمانية الوفد، في تصريحات للمحررين البرلمانيين اليوم، على دعم الحزب لقرار مصر بإزالة الحواجز أمام السفارة البريطانية في القاهرة، معتبرًا ذلك تعبيرًا عن ممارسة مشروعة للسيادة المصرية، واستخدامًا واضحًا وصارمًا لحق المعاملة بالمثل، وهو حق أقره القانون الدولي ويمثل رسالة قوية برفض أي محاولات للمساس بحقوق أو مكانة البعثات المصرية في الخارج.
وأشار عبد العزيز إلى أن حزب الوفد، باعتباره أقدم وأعرق الأحزاب الليبرالية في العالم، يؤمن بأن تأمين البعثات الدبلوماسية مسؤولية الدولة المتواجدة فيها، وهو حق مكتسب أقرته المواثيق والأعراف الدولية.
وأضاف أن حماية السفارات ليست خيارًا بل التزامًا دوليًا، وعلى جميع الدول أن تتحمل مسؤولياتها في هذا الشأن احترامًا للعلاقات الدولية وبما يعكس الاحترام المتبادل والسيادة.
واختتم رئيس برلمانية الوفد بأن تفعيل مصر لمبدأ المعاملة بالمثل يعكس يقظة الدولة وحرصها على كرامتها الوطنية، كما يعد في الوقت ذاته جرس إنذار لأي طرف قد يتهاون في واجباته تجاه البعثات المصرية في الخارج.
مصر تتعامل بالمثل في علاقاتها الدولية
من جانبها، أكدت النائبة حياة خطاب، عضو مجلس الشيوخ، أن قرار مصر بإزالة الحواجز الخرسانية من أمام السفارة البريطانية بالقاهرة يعكس قوة الدولة المصرية، مشيرة إلى أن مصر لا تتعامل إلا من منطلق الندية والاحترام المتبادل.
وقالت خطاب في تصريحات صحفية، إن مصر تملك إرادة سياسية راسخة تؤمن بمبدأ المعاملة بالمثل في العلاقات الدولية، وأن ما قامت به الدولة رسالة واضحة بأن السيادة المصرية فوق كل اعتبار، وأنه لا مجال لأي إجراءات استثنائية إلا في إطار القوانين والاتفاقيات الدبلوماسية المعمول بها عالميًا.
وأضافت أن مصر اليوم تمثل دولة قوية قادرة على فرض احترامها في الداخل والخارج، مشددة على أن احترام سيادة مصر ومؤسساتها أصبح واقعًا ملموسًا يعكس المكانة الإقليمية والدولية التي تحظى بها بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأشارت عضو مجلس الشيوخ إلى أن التحرك المصري الأخير يعكس أيضًا حرص الدولة على حماية بعثاتها الدبلوماسية في الخارج، وفي مقدمتها بريطانيا، مؤكدة أن القاهرة لن تسمح بتكرار أي تجاوزات تمس حقوقها أو هيبتها، وأن خطواتها الحاسمة تثبت أنها دولة مؤسسات تعرف كيف تدافع عن مصالحها وتصون مكانتها.