وسيم السيسي: أغلب سكان إسرائيل من أصول أوروبية والديانة اليهودية فقط تجمعهم

أوضح الدكتور وسيم السيسي، عالم المصريات، أن أن الغالبية العظمى من سكان إسرائيل لا ينتمون إلى أصول شرقية، بل هم من أصول أوروبية، تجمعهم الديانة اليهودية فقط، وليس الانتماء العرقي أو الجغرافي للمنطقة.
الهوية الإسرائيلية الحديثة
أشار السيسي خلال لقائه عبر برنامج الساعة 6، على قناة الحياة، مع الإعلامية عزة مصطفى، إلى أن ما يُعرف اليوم بالهوية الإسرائيلية هو نتاج مشروع سياسي وهجرة منظمة من دول أوروبا، بدأت منذ أواخر القرن التاسع عشر، وتبلورت مع تأسيس دولة إسرائيل عام 1948.
ونوه إلى أن الديانة اليهودية كانت العامل الوحيد الذي جمع هؤلاء المهاجرين، دون أن يكون لهم امتداد تاريخي حقيقي في أرض فلسطين، وهو ما يثير تساؤلات حول شرعية الادعاءات التاريخية التي تُستخدم لتبرير السياسات الاستيطانية والعدوانية.
ضرورة التمييز بين الدين والهوية القومية
وأكد السيسي أن الخلط بين الانتماء الديني والهوية القومية يُعد أحد أخطر أدوات التضليل السياسي، مشدداً على أهمية التفرقة بين اليهودية كديانة وبين المشروع الصهيوني كحركة سياسية ذات أهداف توسعية.
وأوضح أن الشعب الإسرائيلي مر بفترات اضطهاد تاريخية، لكنه أشار إلى أن ما يقوم به حالياً في قطاع غزة من عمليات عسكرية وانتهاكات إنسانية، سيؤدي إلى ترسيخ كراهية الفلسطينيين لهم عبر الأجيال، ويزيد من تعقيد المشهد التاريخي والسياسي في المنطقة.
مؤتمر بازل وبداية المشروع الصهيوني
و أشار السيسي إلى أن أول مؤتمر لليهود عُقد في مدينة بازل السويسرية عام 1897، حيث طالب تيودور هرتزل بإنشاء وطن قومي لليهود، وهو ما مثّل نقطة انطلاق للمشروع الصهيوني الحديث، مضيفا أن هرتزل بدأ سلسلة من اللقاءات السياسية والدبلوماسية لتحقيق هذا الهدف.
محاولات هرتزل لإقناع القوى الكبرى
نوه إلى أن هرتزل عرض على السلطان العثماني عبد الحميد الثاني فكرة إنشاء دولة يهودية في فلسطين مقابل تطوير الأسطول العثماني، وتقديم خدمات أخرى، إلا أن السلطان رفض العرض، كما حاول هرتزل تقديم عروض مماثلة لبريطانيا، وهو ما مهد لاحقاً لما يُعرف بوعد بلفور عام 1917، الذي مثّل تحولاً كبيراً في مسار القضية الفلسطينية.
التاريخ يعيد نفسه في ظل التصعيد الحالي
وأكد السيسي أن ما يجري اليوم في قطاع غزة يعيد فتح ملفات تاريخية حساسة، ويكشف عن امتداد سياسي وفكري لمشروع قديم، لا يزال يلقي بظلاله على الواقع الفلسطيني، مشدداً على أن الحل لا يمكن أن يكون عسكرياً، بل يجب أن يُبنى على العدالة والاعتراف بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.