استئناف تصدير الغاز عبر إدكو..خطوة استراتيجية لتعزيز مكانة مصر في أسواق الطاقة

أعلنت شركتا شل وبتروناس عن استئناف تصدير شحنات من الغاز الطبيعي المسال عبر محطة إدكو خلال شهري سبتمبر وأكتوبر المقبلين، بعد توقف دام أكثر من عام نتيجة التحديات المرتبطة بزيادة الاستهلاك المحلي وتراجع الإنتاج.

ويعتبر خبراء هذه الخطوة مؤشرًا إيجابيًا على قدرة مصر على تحقيق التوازن بين احتياجات السوق المحلية والالتزامات التصديرية، بما يعزز من دورها كمركز إقليمي للطاقة.

العايدي ..العودة للتصدير رسالة طمأنة للشركاء الدوليين

أكد الخبير البترولي  مهندس محمد العايدي ، أن استئناف تصدير الغاز من خلال محطة إدكو يمثل تطورًا مهمًا يعكس قدرة مصر على استعادة التوازن في قطاع الطاقة بعد فترة من التحديات. وقال إن عودة مصر لتصدير الغاز الطبيعي المسال عبر إدكو بعد توقف دام أكثر من عام، يعد رسالة قوية للأسواق والشركاء الدوليين بأن مصر ما زالت قادرة على الوفاء بالتزاماتها التصديرية.

مؤكدا أن  هذه الخطوة ستسهم في تعزيز ثقة المستثمرين العالميين في قطاع الطاقة المصري، وستدعم مكانة مصر كمركز محوري للطاقة في المنطقة".

وأوضح العايدي في تصريح خاص لنيوز رووم ،أن هذه العودة ستنعكس بشكل مباشر على الاقتصاد من خلال توفير موارد إضافية من النقد الأجنبي، لافتًا إلى أن الأسواق الأوروبية والآسيوية ستظل الأكثر استفادة من الغاز المصري في ظل استمرار الطلب العالمي المتزايد. وأضاف أن التصدير لا يعني فقط زيادة العوائد المالية، بل يمثل أيضًا عنصرًا أساسيًا في استراتيجية الدولة الرامية إلى جذب استثمارات جديدة في مجال الاستكشاف والإنتاج، خاصة أن مصر تمتلك بنية تحتية متطورة ومحطات إسالة قادرة على المنافسة عالميًا".

 استئناف التصدير يعزز الاستقرار المالي ويخفض الضغوط التضخمية

من جانبه، قال الخبير الاقتصادي الدكتور أيمن فودة إن استئناف تصدير الغاز عبر إدكو يمثل خطوة محورية سيكون لها انعكاسات إيجابية على الاقتصاد الكلي، موضحًا أن العوائد الدولارية المتوقعة ستدعم استقرار سعر الصرف وتزيد من قدرة الدولة على مواجهة التزاماتها المالية.
وأكد أن التصدير مجددًا عبر إدكو لا يمثل فقط زيادة في التدفقات النقدية الأجنبية، بل يعد أيضًا مؤشرًا على قوة الاقتصاد المصري وقدرته على التعافي رغم التحديات. هذه العوائد ستساهم في تعزيز رصيد الاحتياطي النقدي، وهو ما ينعكس إيجابًا على استقرار السوق المالي والنقدي".

وأشار فودة في تصريح خاص لنيوز رووم ،إلى أن هذه الخطوة ستؤدي إلى تعزيز ثقة المؤسسات الدولية والمستثمرين الأجانب في الاقتصاد المصري، مما يشجع على ضخ استثمارات جديدة في قطاع الطاقة وغيره من القطاعات المرتبطة به. وأضاف أن تعظيم الاستفادة من صادرات الغاز الطبيعي سيؤدي إلى تخفيف الضغوط التضخمية من خلال تحسين قدرة الدولة على استيراد السلع الأساسية والطاقة، وهو ما يخفف من الأعباء على المواطنين، ويمنح الاقتصاد دفعة للنمو خلال الفترة المقبلة".

ويؤكد مراقبون أن استئناف التصدير عبر إدكو لا يمثل مجرد عودة للتدفقات النقدية، بل يعكس نجاح مصر في إدارة ملف الطاقة بشكل يوازن بين تلبية احتياجات السوق المحلي وتعزيز موارد الدولة، بما يرسخ مكانتها كمركز إقليمي ودولي لتجارة وتداول الطاقة.