رانيا محمود ياسين تكشف أسراراً عن والدها الراحل: مسيرة إبداع لا تنتهي

في ذكرى احتفاء قناة CBC بالفنان الكبير الراحل محمود ياسين وأعماله الخالدة، ظهرت ابنته الفنانة رانيا محمود ياسين لتروي أسراراً خاصة عن حياته الإنسانية والفنية، مؤكدة أن والدها كان مدرسة فنية متكاملة وإنساناً شديد الالتزام ترك أثراً عميقاً في قلوب أسرته وجمهوره.
نجم المسرح والسينما
ووصفت رانيا محمود ياسين، خلال مداخلة هاتفية في برنامج الستات مايعرفوش يكدبوا، المذاع عبر قناة سي بي سي الفضائية، الفنان الراحل بأنه أحد أعمدة السينما والمسرح في مصر والعالم العربي، حيث قدم أكثر من 150 فيلماً وعشرات الأعمال المسرحية البارزة، بدأ مشواره بعد تخرجه من كلية الحقوق، لكنه اتجه إلى المسرح القومي حيث صقل موهبته وقدم أعمالاً مسرحية مؤثرة مثل ليلى والمجنون وعودة الغائب.
وتابع رانيا محمود ياسين: "كما تميز بأدوار سينمائية محفورة في ذاكرة الجمهور، مثل الرصاصة لا تزال في جيبي، أين عقلي، أفواه وأرانب، الصعود إلى الهاوية، والجزيرة، كل هذه الأعمال جعلت اسمه مرادفاً للإبداع والرقي".
صوت وحضور لا يُنسى
وواصل رانيا محمود ياسين: "امتلك محمود ياسين صوتاً عربياً مميزاً جعله خياراً مثالياً للتعليق في المناسبات الوطنية والدينية، كما برع في المسلسلات التاريخية التي أبرزت قوة أدائه اللغوي والتمثيلي، مؤكدة أن هذا الصوت ظل علامة فارقة، "فلا يمكن أن يختلط على الأذن صوت محمود ياسين".
وتابعت رانيا محمود ياسين: "هذا الحضور المميز جعله قريباً من كل الأجيال، إذ تنوعت أعماله بين الرومانسية والاجتماعية والدينية، مما رسخ مكانته كفنان شامل".
شهادة رانيا ياسين
وأشارت رانيا محمود ياسين أن والدها كان شديد الإخلاص والالتزام في عمله. وقالت: "كان يتعامل مع النصوص مثل التلميذ المجتهد، يكتب ملاحظات دقيقة على كل جملة، ويرتب أداءه في كل مشهد بشكل منظم".
وأضافت رانيا محمود ياسين أن هذا الالتزام انعكس أيضاً على حياتهم الأسرية، إذ كان يحرص على تعليمها أن الالتزام بالمواعيد والكلمة والاختيارات الفنية هو سر احترام الناس للفنان، مشيرة إلى أنها التزمت بهذه الوصايا في مسيرتها.
القاسم المشترك في أعماله
وترى رانيا محمود ياسين أن ما يميز أعمال والدها هو وجود رسالة أو قضية حقيقية في كل عمل يقدمه، بعيداً عن مجرد الأداء الفني، "كان دائماً يبحث عن القيمة في الدور الذي يؤديه، ويحرص على أن يخرج العمل برسالة أخلاقية أو اجتماعية تصل للجمهور"، على حد قولها.
ورغم شهرته في الأدوار الرومانسية التي ارتبطت بها أجيال كاملة، فإن رانيا محمود ياسين كشفت أنه كان يفضل الأدوار المركبة والمعقدة التي تخرج عن قالب "الجان بريميه"، مثل أدواره في انتبهوا أيها السادة والجلسة سرية.
محمود ياسين والجيل الجديد
أشارت رانيا محمود ياسين إلى أن والدها لم يكتف بالعمل مع أبناء جيله، بل كان حريصاً على مشاركة الشباب في أفلامهم، كما حدث في فيلم الجزيرة مع أحمد السقا، حيث وصف ظهوره في العمل بأنه "عودة أسد إلى الشاشة"، مبينه أن الجمهور شعر أن الفيلم فقد الكثير من قيمته بعد وفاة الشخصية التي جسدها.
كما تحدثت رانيا محمود ياسين عن تجربة عملها معه في مسلسل العصيان، معتبرة أن هذه التجربة من أبرز محطات حياتها الفنية، حيث كان يتابع أداءها عن كثب ويخشى عليها من أدوار الشر المعقدة.
إرث فني وعائلي
لم يقتصر تأثير محمود ياسين على أعماله، بل امتد إلى أسرته، إذ دخل حفيده عمر المجال الفني بعد دراسته في مركز الإبداع مع المخرج خالد جلال، ورغم تخوف رانيا محمود ياسين من دخول ابنها هذا المجال لما يحمله من صعوبات وضغوط، فإنها اعترفت بموهبته الكبيرة التي ورثها من جينات عائلة فنية عريقة.
وأضافت رانيا محمود ياسين أن والدها كان دائم الاهتمام بالصناعة الفنية ككل، فلم يكن مهموماً بدور شخصي بقدر ما كان معنياً بدعم أجيال جديدة من الممثلين، وهو ما تجسد في إنتاجه لأعمال مثل قشر البندق الذي قدّم خلاله عدداً كبيراً من النجوم الشباب.

وصايا لا تُنسى وبصمة خالدة
ختمت رانيا محمود ياسين حديثها بالتأكيد على أن أبرز ما ورثته عن والدها هو "الالتزام" بكل معانيه، سواء في المواعيد أو في الكلمة أو في احترام الجمهور، قائلة: "حتى اليوم، أجد نفسي مترددة في قبول بعض الأدوار خوفاً من أن يُساء لاسم محمود ياسين، قبل أن يُساء إلى اسمي أنا".
وبالرغم من رحيله، يبقى محمود ياسين حاضراً بفنه وأخلاقه وقيمه، ليظل نموذجاً للفنان الذي جمع بين الموهبة الحقيقية والالتزام الإنساني.