عاجل

خالد الجندي يوضح حقائق هامة حول النصوص القرآنية والتفسيرات اللغوية |فيديو

الشيخ خالد الجندي
الشيخ خالد الجندي

تناول الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، قضية عصمة الأنبياء وما يثار حولها من تساؤلات، موضحًا أن الله سبحانه وتعالى أرسل أنبياءه في صورة بشرية كاملة، معصومين من الخطايا الكبيرة، ومؤيدين بالوحي، وذلك استنادًا إلى قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾.

وأشار "الجندي"، في حلقة جديدة من برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة dmc، إلى أن الخطأ الذي وقع من سيدنا آدم عليه السلام كان في إطار النسيان، وليس معصية مقصودة، حيث قال المولى عز وجل: ﴿وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا﴾، موضحًا أن النسيان لا يدخل في نطاق الذنوب.

قصة يونس وعبس وتولى

وواصل عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، حديثه مبينًا أن قصة سيدنا يونس عليه السلام حين خرج من قومه لم تكن اعتراضًا على أمر الله، بل لظنه أن الله لن يضيّق عليه، كما جاء في قوله تعالى: ﴿فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ﴾، أي لن نضيّق عليه.

أما في حادثة عبس وتولى، فقد أوضح خالد الجندي أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن مخطئًا، وإنما كان الموقف من باب "خلاف الأولى"، حيث كان الأولى أن يلتفت للأعمى الباحث عن الهداية، ولهذا جاء قول الله تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ﴾، مؤكدًا أن الآيات كانت تذكيرًا لا توبيخًا.

اللغة والتفسير في فهم النصوص

وأشار "الجندي" إلى أن مثل هذه المواضع لا يمكن فهمها إلا من خلال التعمق في اللغة العربية وأدواتها البلاغية، وهو ما قام به علماء التفسير واللغة على مر العصور، حيث قدموا تخريجات دقيقة تُظهر عظمة النص القرآني وتبرئ الأنبياء من أي شبهة خطأ.

وأكد أن من يفتقر إلى هذه الدراية قد يسيء فهم النصوص، فيظن أن هناك تناقضًا، بينما الحقيقة أن القرآن دقيق في ألفاظه، ومقاصده تأتي وفق الحكمة الإلهية.

قضية سيدنا يوسف وتفسيرها 

وفي سياق متصل، تناول خالد الجندي ما يُقال عن سيدنا يوسف عليه السلام في قضية مراودة امرأة العزيز، مؤكدًا أن ما يُشاع عن وقوعه في خاطر الزنا محض افتراء. وقال: "يوسف الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام لم تحدُث نفسه بالفاحشة قط".

وأوضح خالد الجندي أن قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا﴾ لا يعني زنا أو تفكيرًا في معصية، بل المقصود أن يوسف عليه السلام همَّ بدفعها عنه، بينما هي همَّت بجذبه إليها، وهو تفسير ينسجم مع عصمة الأنبياء وطهارتهم.

<strong>الشيخ خالد الجندي </strong>
الشيخ خالد الجندي 

تكريم الأنبياء وخاتمهم رسول الله 

وفي ختام حديثه، شدد خالد الجندي على أن جميع الأنبياء يتمتعون بالكمالات البشرية، وأنهم قدوة في الطهارة والعصمة، إلا أن صاحب الكمال البشري المطلق هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، خاتم الأنبياء والمرسلين.

وشدد خالد الجندي على أن القرآن الكريم والسنة النبوية يبرزان هذه الحقيقة بوضوح، وأن التشكيك في ذلك يُعد حرمانًا من العلم الصحيح. وختم قائلاً: "صلوات الله وسلامه على أنبيائه ورسله أجمعين، وعلى الحبيب المصطفى الذي خُتمت به الرسالات".

تم نسخ الرابط