«طنطاوي»: خبراء مصريون طوروا تقنية الذكاء الاصطناعي لمواجهة السرطان |فيديو

أكد الدكتور علي طنطاوي، مدير مركز الابتكار بـ وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن إطلاق منظومة الكشف المبكر عن سرطان الثدي باستخدام الذكاء الاصطناعي يمثل نقلة نوعية في مجال الرعاية الصحية بمصر.
الكشف المبكر عن سرطان
جاء ذلك خلال لقاء خاص في برنامج مصر الآن على شاشة قناة النيل للأخبار، حيث أوضح علي طنطاوي أن النظام الجديد تم تطويره بالكامل بأيادٍ مصرية، وبجهود ضخمة من خبراء الذكاء الاصطناعي في الوزارة.
وأشار علي طنطاوي إلى أن النظام الجديد جرى تدشينه رسميًا في أحد المستشفيات المتخصصة بمدينة الشيخ زايد، بحضور الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ليبدأ العمل به كخطوة متقدمة في مسار التحول الرقمي بمجال الرعاية الصحية.
تكنولوجية دقيقة وسريعة
وأوضح أن المنظومة الجديدة بُنيت وفق أعلى المعايير العلمية والتقنية، حيث جرى تدريب محرك الذكاء الاصطناعي على بيانات طبية مصرية دقيقة، بما يعزز من كفاءته في تحليل صور الأشعة الخاصة بفحوصات الماموجرام.
وأضاف "طنطاوي" أن النظام يتميز بسرعة فائقة في الأداء، إذ يمكنه تحليل صورة الأشعة وتحديد المناطق المشتبه بها في أقل من 30 ثانية لكل مريضة، مع تقديم مؤشرات تنبؤية دقيقة تتجاوز نسبة 90%، الأمر الذي يتيح للأطباء دعمًا قويًا في عملية التشخيص المبكر.
تعزيز دور الأطباء
وبيّن أن المنظومة صُممت لتكون بمثابة "عين ثانية" للطبيب، حيث يقرأ البرنامج صور الأشعة ويحدد المناطق غير الطبيعية أو المثيرة للقلق، ويعرضها مع نسب احتمالية الإصابة، مما يتيح للطبيب فرصة أكبر لاتخاذ قرار دقيق وسريع.
كما أكد "طنطاوي" أن هذا الابتكار لا يحل محل الأطباء، بل يعمل كأداة مساعدة تحسّن من دقة التشخيص وتزيد من سرعة العمل داخل المستشفيات، ما يرفع من كفاءة الأداء الطبي ويقلل من احتمالات الخطأ البشري.
أهمية الكشف المبكر في الشفاء
ولفت إلى أن الهدف الأساسي من هذا المشروع هو الكشف المبكر عن سرطان الثدي، إذ إن فرص الشفاء تصل إلى 98% في حال اكتشاف المرض في مراحله الأولى، بينما تنخفض هذه النسبة كثيرًا في المراحل المتأخرة.
وأوضح علي طنطاوي أن النظام يسهم في تقليل تكاليف العلاج بشكل ملحوظ، حيث إن علاج الحالات المبكرة يكون أقل تكلفة بكثير مقارنة بعلاج المراحل المتقدمة، مما يشكل مكسبًا صحيًا واقتصاديًا في آن واحد.
دمج الذكاء الاصطناعي
وأشار علي طنطاوي إلى أن النظام الجديد تم دمجه ضمن البنية التقنية للمؤسسات الطبية المصرية، بما يضمن توافقه مع أنظمة العمل اليومية، كما صُمم بطريقة تتيح له التعلم المستمر عبر إعادة تغذية محرك الذكاء الاصطناعي بنتائج الفحوصات الجديدة، ما يزيد من دقته وكفاءته بمرور الوقت.
وأوضح أن هذه الخاصية تجعل النظام أكثر ملاءمة للمجتمع المصري مقارنة بالحلول الأجنبية، حيث يعتمد على بيانات محلية عالية الجودة، مما يعزز دقة النتائج ويجعلها أكثر واقعية لمواجهة الحالات الفعلية.

دعم للتحول الرقمي الصحي
ووصف "طنطاوي" المنظومة بأنها تمثل طوق نجاة حقيقي للنساء المصريات في مواجهة سرطان الثدي، حيث تمنحهن فرصة أكبر للوقاية والعلاج المبكر، مشددًا على أن هذا الإنجاز يعكس قدرة العقول المصرية على تطوير حلول مبتكرة تضاهي بل وتتفوق على بعض النظم العالمية.
واختتم بالتأكيد على أن نجاح هذه التجربة يعد نموذجًا يحتذى به لتوظيف الذكاء الاصطناعي في خدمة الصحة العامة، كما يمثل جزءًا من رؤية الدولة المصرية للتحول الرقمي وتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للتكنولوجيا الطبية المتقدمة.