نادر رونج: قمة «شنغهاي» حاليا الأكبر منذ تأسيسها وتغطي نصف سكان العالم

أكد نادر رونج، المحلل السياسي والاقتصادي الصيني، أن قمة منظمة شنغهاي للتعاون المنعقدة حاليًا تعد الأضخم منذ تأسيس المنظمة قبل 24 عامًا، مشيرًا إلى أنها أصبحت اليوم أكبر منظمة دولية من حيث المساحة وعدد السكان، إذ تضم دولًا تمثل نصف سكان العالم.
وأوضح نادر رونج، في مداخلة مع قناة إكسترا نيوز، أن انعقاد هذه القمة يكتسب أهمية استثنائية في ظل ما يشهده العالم من تحولات غير مسبوقة منذ قرن، مع تصاعد التوترات الجيوسياسية، والحروب التجارية، إضافة إلى النزاعات الإقليمية، ما يفرض على المنظمة دورًا محوريًا لتعزيز التعاون والتنسيق بين أعضائها.
مواجهة التحديات العالمية
وأضاف أن تعزيز آليات التعاون داخل المنظمة من شأنه أن يساعد الدول الأعضاء على مواجهة التحديات المشتركة، ويزيد من عوامل الاستقرار في النظام الدولي، إلى جانب إضفاء طاقة إيجابية على العلاقات بين الشعوب، مشيرًا إلى أن المنظمة تقدم إطارًا فعالًا لمواجهة تداعيات الأزمات الاقتصادية والتجارية التي يمر بها العالم.
ولفت "رونج" إلى أن أهمية القمة تكمن في المساهمة بالحفاظ على النظام التجاري متعدد الأطراف، بما يعزز الاستقرار العالمي ويحقق التنمية المشتركة، مؤكدًا أن روح التعاون داخل المنظمة تمثل ركيزة أساسية في مواجهة الأزمات.
مباحثات متعددة للأطراف
مشيرا إلى أن جدول أعمال القمة يتضمن سلسلة من المباحثات الثنائية ومتعددة الأطراف بين قادة الدول الأعضاء، حيث سيتم خلالها بحث ملفات تتعلق بالحوكمة، والتعاون الأمني، وتعزيز الشراكات التجارية، فضًلا على أنه من المنتظر أن يتم الإعلان عن إجراءات جديدة تهدف إلى دعم الوحدة بين الدول النامية، وحماية المعايير الدولية الأساسية.
كما أوضح أن هذه المباحثات ستسهم في دفع العلاقات الدولية نحو قدر أكبر من العدالة والتسامح، بما يضمن توازنًا جديدًا في النظام العالمي، ويعكس حرص المنظمة على بناء نظام دولي قائم على المساواة والاحترام المتبادل.
رسم ملامح المستقبل
وأكد "رونج" أن هذه القمة لا تقتصر على مناقشة القضايا الراهنة فقط، بل تعمل أيضًا على رسم مستقبل المنظمة خلال السنوات العشر المقبلة، من خلال وضع استراتيجيات جديدة للتعاون التجاري والأمني، مبينًا أن القمة تسعى لإطلاق مبادرات مبتكرة من شأنها أن تدعم التنمية المشتركة وتعزز الروابط الاقتصادية بين أعضائها.
وأشار نادر رونج إلى أن روح شنغهاي، القائمة على الثقة المتبادلة والمنفعة المشتركة والتشاور والمساواة واحترام التنوع الحضاري، ستظل حجر الزاوية في أي خطوات مستقبلية، بما يعزز فرص التنمية الشاملة والسلام الإقليمي والعالمي.
تعزيز الأمن والتنمية
وختم نادر رونج تصريحاته بالتأكيد على أن قمة منظمة شنغهاي للتعاون الحالية تجدد حيوية المنظمة وتعيد تأكيد دورها كمنصة رئيسية للتعاون بين الدول النامية، مشددًا على أن المنظمة لا تقتصر على البعد الاقتصادي فقط، بل تمتد إلى قضايا الأمن والسلام العالمي، بما يعزز مكانتها كقوة دولية صاعدة في النظام متعدد الأقطاب.

وذكر نادر رونج أن الدول الأعضاء ترى في هذه القمة فرصة لتعميق الشراكات وتحقيق التوازن في العلاقات الدولية، مما يجعلها حدثًا محوريًا سيكون له أثر طويل الأمد على التنمية والسلام العالمي.