عاجل

مقرر أممي: قطع المياه والدواء عن غزة يرقى إلى "جرائم إبادة جماعية"

الوضع في قطاع غزة
الوضع في قطاع غزة

قال الدكتور بيدرو أروجو، مقرر الأمم المتحدة المعني بالحق في المياه، إن قطع المياه والأدوية عن السكان المدنيين لا يُعد مجرد انتهاك للقانون الدولي، بل يرقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية، موضحًا أن تكرار هذه الممارسات بصورة منهجية ومنظمة قد يدخل في إطار جرائم الإبادة الجماعية، كما هو الحال في قطاع غزة.

وأضاف بيدرو أروجو، في مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية، أن ما يجري في غزة ليس أزمة عابرة، بل يمثل جزءًا من استراتيجية إسرائيلية متواصلة منذ عقود، تقوم على الفصل العنصري والتجويع والحرمان من الحقوق الأساسية للفلسطينيين.

استراتيجية الفصل العنصري 

وأكد بيدرو أروجو أن الانتهاكات في الأراضي الفلسطينية المحتلة تتصاعد منذ أكثر من نصف قرن، لكنها بلغت في الوقت الراهن مستويات "كارثية وغير مسبوقة"، مشيرًا إلى أن قطاع غزة أصبح من أكثر مناطق العالم تعرضًا لجرائم ممنهجة ضد المدنيين، بما في ذلك الحرمان من الغذاء والدواء والمياه.

ولفت بيدرو أروجو إلى أن المجاعة أعلنت رسميًا لأول مرة في الشرق الأوسط بسبب الأوضاع المأساوية في غزة، حيث يعاني السكان من حرمان شبه كامل من مقومات الحياة، وهو ما يشكل خرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني ومعايير حقوق الإنسان.

حقوق أساسية مفقودة

وأشار بيدرو أروجو إلى أن سكان غزة يفتقدون لأبسط الحقوق الأساسية، مثل الوصول إلى مياه صالحة للشرب أو طعام يومي يكفي للبقاء على قيد الحياة، فضلًا عن غياب أنظمة الصرف الصحي، وهي كلها متطلبات أساسية أقرتها المواثيق الدولية، مضيفًا أن هذه الانتهاكات لا يمكن النظر إليها بمعزل عن الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات طويلة، والذي يمثل أداة رئيسية في سياسة العقاب الجماعي ضد الفلسطينيين.

وأكد بيدرو أروجو أن الأمم المتحدة تتابع بقلق بالغ ما يجري على الأرض، وأن المؤشرات تؤكد أننا أمام انهيار كامل لشروط الحياة الكريمة، في ظل سياسة ممنهجة من الحصار والتجويع وحرمان المدنيين من الموارد الحيوية.

 5 لترات يوميًا فقط للفرد

وفي مقارنة صادمة، أوضح بيدرو أروجو أن الحد الأدنى للاستهلاك الفردي من المياه وفق المعايير الدولية يجب ألا يقل عن 100 لتر يوميًا، لتغطية الاحتياجات الأساسية من شرب وطهي ونظافة، لكن الواقع في غزة، بحسب تقاريره، يشير إلى أن الفرد لا يحصل سوى على 5 لترات فقط يوميًا، وهي كمية ضئيلة للغاية.

وأشار بيدرو أروجو إلى أن هذه الكمية لا تتجاوز حتى الحد الأدنى الذي حددته منظمة الصحة العالمية في حالات الطوارئ، والبالغ 15 لترًا يوميًا، ما يعني أن سكان غزة يعيشون في ظروف لا تتوافق مع أبسط مقومات الحياة الإنسانية.

<strong>المقرر الأممي</strong>
المقرر الأممي

شروط الحياة الكريمة

وأكد بيدرو أروجو أن ما يراه العالم في غزة هو انهيار شامل لمعايير الكرامة الإنسانية، حيث حُرم السكان من الماء والغذاء والعلاج، ما يجعل الحياة اليومية صراعًا مستمرًا من أجل البقاء، متابعًا: "أراقب عن كثب ما يحدث في غزة، وما أراه هو تجويع متعمد وسياسة منظمة لإبادة السكان المدنيين عبر حرمانهم من مقومات الحياة".

وشدد بيدرو أروجو على أن استمرار هذه الممارسات يضع إسرائيل في مواجهة مباشرة مع القانون الدولي، داعيًا المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات حاسمة لوقف الانتهاكات، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وفرض محاسبة حقيقية على منتهكي حقوق الإنسان.

تم نسخ الرابط