ماهر النمورة: منع الوفد الفلسطيني من دخول الأمم المتحدة يعكس الانحياز لإسرائيل
أدان الدكتور ماهر النمورة، المتحدث باسم حركة فتح، قرار وزارة الخارجية الأمريكية بعدم منح تأشيرات دخول للوفد الفلسطيني الرسمي، للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة، واصفًا هذا الإجراء بأنه "يعكس الموقف الأمريكي المنحاز لدولة الاحتلال الإسرائيلي"، مؤكداً أن هذا القرار يعارض القوانين المتعلقة بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة ويهدد مشاركة فلسطين في المحافل الدولية.
أشار ماهر النمورة، وخلال مداخلة هاتفية مع قناة اكسترا نيوز، إلى أن الولايات المتحدة تقدم دعمًا متواصلًا لإسرائيل على المستويات المادية والعسكرية والاقتصادية والسياسية، مما يجعل موقفها من القضية الفلسطينية مشكوكاً فيه على الساحة الدولية، مطالبًا الإدارة الأمريكية بـ التراجع الفوري عن هذا القرار، باعتباره مخالفة واضحة للمعايير الدبلوماسية والقانونية الدولية.
رفض القرار الأمريكي
أشاد ماهر النمورة بالمواقف الدولية الرافضة لهذا الإجراء، خصوصًا مواقف دول الاتحاد الأوروبي التي اعتبرت القرار الأمريكي "غير مقبول"، مؤكدًا أن هذا الموقف الدولي يعكس التزامًا دبلوماسيًا بدعم حقوق الشعب الفلسطيني، ويشكل رسالة قوية بأن المجتمع الدولي يراقب التحيز الأمريكي الواضح ضد الفلسطينيين.
وأضاف ماهر النمورة أن الجهود الدولية، بما في ذلك التحركات الأممية والمبادرات الداعمة للقضية الفلسطينية، تعتبر رافداً مهماً لمواجهة القرارات الأمريكية الأحادية، مشيداً بالدور الذي تلعبه الدول الداعمة للحقوق الفلسطينية في الحفاظ على حضور القضية الفلسطينية على الساحة العالمية.
رسالة فلسطين للعالم
وفي ردّه على سؤال حول تأثير غياب الوفد الفلسطيني عن اجتماع الجمعية العامة، أكد ماهر النمورة أن رسالة الشعب الفلسطيني ستصل للعالم مهما كانت العقبات، مستذكرًا تجربة منع الرئيس الراحل ياسر عرفات من الوصول إلى نيويورك عام 1974، والتي دفعت دول العالم لنقل الاجتماع إلى جنيف، لضمان استماع المجتمع الدولي لخطابه التاريخي.
وأوضح ماهر النمورة أن كلمة القيادة الفلسطينية، سواء ألقيت مباشرة في الجمعية العامة أو عبر وسائل الاتصال البديلة، ستوجه رسالة واضحة عن "نضال وكفاح وتضحيات الشعب الفلسطيني"، وستطالب بإنهاء الظلم وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وفقًا للقرارات الدولية المعترف بها.
الوضع في غزة "حرب إبادة"
انتقل ماهر النمورة للحديث عن الوضع في قطاع غزة، منتقدًا التصريحات الأمريكية التي تنفي وجود أزمة غذائية حقيقية في القطاع، مبينًا أن التقارير الصادرة عن ممثلي الأمم المتحدة على الأرض تثبت وجود نقص حاد في المواد الغذائية والخدمات الأساسية، ما يعكس الواقع المأساوي الذي يعيشه الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية.
ووصف ماهر النمورة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني بأنه "حرب إبادة جماعية"، مشيرًا إلى أن استمرار هذه السياسات يفاقم الأزمة الإنسانية ويزيد من معاناة المدنيين الأبرياء، مشددًا على ضرورة تدخل المجتمع الدولي لتقديم الدعم الفوري للفلسطينيين، وضمان احترام حقوقهم الأساسية، في مواجهة استمرار الاحتلال والضغوط الأمريكية المؤيدة لإسرائيل.
الحق الفلسطيني لن يغيب
اختتم ماهر النمورة حديثه بالتأكيد على أن الحق الفلسطيني لن يغيب، وأن الشعب الفلسطيني مستمر في رفع صوته في المحافل الدولية والدفاع عن قضيته المشروعة، داعيًا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم ضد التحيز الأمريكي، والمطالبة بإنهاء الانتهاكات الإسرائيلية، وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، بما يتماشى مع القرارات الدولية ومواثيق حقوق الإنسان.
وشدد ماهر النمورة على أن القضية الفلسطينية تبقى في صدارة أولويات السياسة الدولية، وأن كل الجهود المبذولة على الساحة العالمية تهدف إلى تأكيد حق الفلسطينيين في الحرية والاستقلال، وحماية كرامتهم وأراضيهم من الانتهاكات المتكررة.
