الذهب الأبيض في مأزق.. مزارعوا كفر الشيخ يهددون بعدم زراعة القطن لزيادة تكلفته

هدد الكثير من مزارعي القطن بمحافظة كفرالشيخ، والتي تضم حوالي ثلث المساحات المزروعة في مصر، بعدم زراعته بسبب زيادة تكلفة إنتاجه وتدني سعره، مؤكدين أن محصول القطن كان يطلق عليه سابقا الذهب الأبيض بسبب الربح الوفير الذي كانوا يحصلون عليه بعد جنيه، إلا أن تكلفته أصبحت كبيرة جدا، في حين أن سعر البيع أصبح متدني للغاية، خاصة بعد تخلي الدولة عن دورها في دعمه كمحصول استراتيجي.
أزمة زراعة القطن بكفر الشيخ
ويقول سيد احمد عيسي، عضو مجلس النواب الأسبق، لـ “نيوز رووم”، إنه والكثيرين من المزارعين قرروا العزوف عن زراعة محصول القطن بسبب ارتفاع تكلفته وانخفاض العائد المادي منه، مشيرا إلى أن العام الماضي كان يتم زراعة 104183 فدان قطن علي مستوي الجمهورية وان محافظتنا كانت من المحافظات الأولي و الرئيسيه في زراعة القطن طويل التيله ، ولكن نظرا لتدني عملية الإنتاج وقلة العائد فقد عزف الكثيرين عن عدم زراعة القطن وبلغت المساحات المزروعه هذا العام أقل من 85 ألف فدان قطن فقط.
وأضاف عيسى، أن سعر شيكارة كيماوي اليوريا تجاوزت ال1500 جنيه والفدان الواحد يحتاج 10 شكاير والدوله لا توفر سوي 3 شكاير بسعر الشيكاره 275 جنيه ويقوم المزارع المسكين بشراء باقي الكميه من السوق السوداء ، بخلاف التقاوي، ورش الدوده وتكلفة زراعة المحصول وجنيه حيث تجاوزت أجرة عامل جمع القطن حوالي 400 جنيه العمل لمدة 4 ساعات فقط.
تكلفة عالية وسعر أقل
وتابع: “كل هذا بخلاف أكل العمال ولابد أن يكون سمك أو لحم.. بصراحة الله يكون في عون الفلاح المسكين، حتي مياه الري بعد تطبيق نظام الري المطور يتم محاسبة الفلاح عليها آخر العام ، بخلاف تكلفة مشروع الري المطور نفسه حيث فوجيء المزارعين هذا العام في جمعية الجمايله الزراعيه بمطالبة كل منهم حوالي 15 ألف جنيه عن الفدان الواحد لحساب مشروع الري المطور، وتم تقسيط هذا المبلغ علي 3 سنوات عن الفدان الواحد ويتم تحصيل هذا المبلغ عن طريق الضرائب العقارية”.
وأكمل: “والعجيب أنه رغم أن وزارة الري قسطت هذا المبلغ علي 7 سنوات إلا أن محصلي الضرائب العقاريه يقومون بالتحصيل علي اساس 3 سنوات فقط، وبالتالي علي كل مالك أن يدفع عن الفدان الواحد في شهر سبتمبر سنويا 5 آلاف جنيه لمدة 3 سنوات، وقد بدأ التنفيذ من العام الماضي وذلك ظلم كبير علي المزارعين وبصراحه الفلاح مظلوم جدا ويجب علي المسؤولين التدخل لرفع هذا الظلم عن كاهل الفلاحين”.
صرخة مزارع
من جانبه قال رشاد عبدالواحد، أحد المزارعين، إن محصول القطن سابقا كانت زراعته بمثابة فرحه عند المزارعين، حيث كانوا يزوجون أبناءهم بعد جنيه لعائده المجزي، أما الآن فأصبح غير مجزيا بسبب تكلفته الكبيرة جدا، بداية من تجهيز الأرض لزراعتها وحرثها وارتفاع تكلفة الحرث، مرورا بزيادة سعر التقاوي، ورش وعمالة عزيقه المرتفعه، ورش المحصول بالمبيدات مرتفعة الثمن ضد دودة ورق القطن واللوزة، وحتي جنيه وزيادة أجرة العماله الرهيبه، حتى أكياس القطن الخاصه بتعبئة المحصول بها أصبحت مرتفعه جدا.
وأضاف: “يفاجأ المزارع المسكين بعد تسليمه المحصول للمجمعات الخاصه بذلك بانتظار المزادات لبيع محصوله وتحكم أصحاب تلك المزادات في السعر، بينما كانت الجمعيات الزراعية من قبل تحصل على المحصول باعلي سعر للمزارع ، ولكل هذه الأسباب عزم الكثير من المزارعين علي عدم زراعة هذا المحصول في السنوات المقبله لعدم حصولهم على العامل المادي المناسب منه”.
دور الدولة
من ناحيته قال المهندس فخري باز، وكيل وزارة الزراعة بكفرالشيخ، لـ “نيوز رووم”، أن الدوله تهتم اهتمام كبير بهذا المحصول، ويتم توفير أفضل أنواع التقاوي منه، أيضا يتم تزويد المزارعين بكميات الأسمدة والأدوية المطلوبة، كما أن عملية الزراعه تتم من خلال إشراف كامل ومستمر طوال الموسم للمحصول ، وأكد أن مكتبه مفتوح لاستقبال أي مزارع في حالة أي شكوي أو استفسار.