عاجل

ويتكوف: العملية العسكرية الإسرائيلية "مؤسفة" لكن جزءًا منها رد فعل ضروري على ردود حماس غير المعقولة

مبعوث الرئيس الأمريكي
مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف

وصف مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، العملية العسكرية الأخيرة في قطاع غزة بأنها "مؤسفة"، في بعض جوانبها، لكنها في جزء منها رد فعل ضروري على ردود حماس "غير المعقولة"، مُرددًا بذلك المزاعم الإسرائيلية والأمريكية الأخيرة.  

وأشار ويتكوف، في مُقابلة مع الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون نشرت على حسابه على منصة (إكس)، إلى أنه قدم اقتراحًا في القمة العربية، يدعو إلى "جسر للوصول إلى اتفاق سلام"، والذي يتضمن نزع سلاح "حماس"، ومُناقشات من أجل "هدنة دائمة".  

وأضاف ويتكوف أنه دعا إلى "انتخابات حقيقية في غزة"، مُضيفًا أن السبيل الوحيد لإنهاء الحرب هو ضمان "عدم تكرار ما حدث في السابع من أكتوبر"، قاصدا عدم السماح لحماس بتكرار ذلك.  

حرب غزة ومخاوف عدم الاستقرار الإقليمي 

وفي معرض حديثه عن المخاوف بشأن تسبب حرب غزة في عدم استقرار إقليمي، بما في ذلك في دول مجاورة مثل مصر والأردن، أقر ويتكوف بـ"العامل الرئيسي" المُتمثل في الغضب الشعبي في هذه الدول، والذي تغذيه صور مروعة لمقتل فلسطينيين نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.  

وقال: "أعتقد أن الملك عبد الله في الأردن قد قام بعملٍ رائع في إيجاد طريقة للتعامل مع هذا عدم الاستقرار، ولكنه كان محظوظًا في بعض النواحي".  

وأضاف: "الإحصائيات في مصر هائلة - تبلغ نسبة البطالة بين من تقل أعمارهم عن 25 عامًا حوالي 45%. إنهم بحاجة إلى الكثير من المساعدة. إذا وقع حدثٌ سيء في مصر، فقد يُعيقنا ذلك بشكل كبير".  

وقوبلت تصريحات ويتكوف بجدل في وسائل الإعلام المصرية، التي وصفتها بالخاطئة، إذ تشير بيانات أصدرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في فبراير الماضي، إلى انخفاض معدل البطالة إلى 6.4% في الربع الرابع من عام 2024، مقارنة بـ6.7% في الربع الثالث.  

وأكد ويتكوف أن نهج ترامب تجاه غزة أطلق موجة من المُقترحات الجديدة، مُستشهدًا بالخطة المصرية التي اعتمدتها القمة العربية التي عُقدت في القاهرة في 4 مارس كمثال.  

وتوقع ويتكوف أن تظهر رؤية أوضح لمستقبل غزة في غضون ستة إلى اثني عشر شهرًا.  

ووضعت الخطة العربية لإعادة إعمار غزة ردًا على اقتراح ترامب بالاستيلاء على القطاع وتهجير سكانه لبناء ما أسماها "ريفييرا الشرق الأوسط" - وهي فكرة أثارت استنكارًا عالميًا.  

وأشار ويتكوف إلى أن نهج ترامب "أثار نقاشًا حيويًا حول مختلف سبل التعامل مع غزة"، مؤكدًا أن غزة لا تزال "بؤرة توتر" تتطلب اهتمامًا فوريًا.  

وأعاد تأكيد رأي ترامب بأن السياسات السابقة قد فشلت، واصفًا ما كان يحدث بأنه دورة مفرغة من الحرب ثم إعادة البناء ثم الحرب ثم إعادة البناء مرة أخرى، مشددا على أن هذا النمط غير مُستدام، ومؤيدًا لدعوة ترامب إلى إيجاد "طريقة تفكير جديدة".  

الخطط القديمة لا تجدي نفعا 

وأكد ويتكوف مُجددًا على أن "الخطط القديمة لا تجدي نفعًا"، مُعترفًا بالانتقادات الموجهة لترامب لتحديه للمعايير الراسخة، وألمح إلى أن مثل هذه الانتقادات متوقعة عند محاولة طرح "حلول مبتكرة".  

وشدد ويتكوف على الحاجة إلى خطة تنمية شاملة في غزة، تركز على الفرص الاقتصادية وتحسين مستويات المعيشة.  

وشدد على أهمية توفير "مساراتٍ لسكان غزة للبحث عن فرصٍ تُضاهي تلك التي يطمح إليها الأطفال الأمريكيون، بما في ذلك التعليم والاكتفاء الذاتي". 

وصرح ويتكوف قائلاً: "علينا أن نصل إلى مرحلةٍ يُمكن فيها للناس أن يعيشوا حياةً أفضل في غزة"، مُشدداً على أن الخطة يجب أن تُعالج "مسألة الإسكان، ولكنها تشمل أيضاً تطلعات هؤلاء الناس". 

واقترح استكشاف سبل اقتصاديةٍ مُتنوعة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، ومراكز البيانات فائقة السعة، والروبوتات، وتصنيع الأدوية، لخلق فرص عمل وتعزيز الاستقلال الاقتصادي. 

وأضاف: "لا يُمكننا إعادة إعمار غزة، وهي قائمةٌ على نظام رعاية اجتماعية. علينا أن نتيح للناس آفاقاً اقتصاديةً وماليةً". 

وعندما سُئل عن تجاهل المسؤولين الأمريكيين لمصطلح حل الدولتين، قال ويتكوف: "لأن استخدام هذه الكلمات يُثير جدلاً واسعاً، أليس كذلك؟ قد أُهاجم بسببها". 

وقلّل ويتكوف من أهمية المصطلح قائلاً: "بالنسبة لي، إنها مجرد كلمة، أليس كذلك؟ ما يعنيه حل الدولتين بالنسبة لي هو كيف نوفر لفلسطينيي غزة حياة أفضل؟ لنصل إلى هذه النقطة".

التطبيع مع لبنان وسوريا ممكن 

 

وقال ويتكوف إنه يعتقد أن التطبيع بين إسرائيل ولبنان وسوريا ممكن، وقال إن لبنان من الممكن أن يطبع مع إسرائيل، والتطبيع يعني معاهدة سلام بين البلدين، وسوريا كذلك. 

وأشار ويتكوف إلى أن هناك مؤشرات على أن الرئيس السوري الجديد الجولاني مُختلف عما كان عليه سابقا، والناس يتغيرون، وهذا الأمر ربما ينطبق عليه أيضًا، واصفا إياه بالرجل المُختلف.  

وقال ويتكوف إن السوريين طردوا إيران، وقال للصحفي الأمريكي الذي يحاوره: "تخيل لو طبع لبنان وسوريا طبعت والسعودية توقع مُعاهدة تطبيع مع اسرائيل بعد وجود السلام في غزة كشرط مسبق.. هذا شرط السعودية للتطبيع .. سيكون ذلك مذهلا". 

تم نسخ الرابط