مع اقتراب دخول المدارس.. كيف تحمي طفلك من مرض الحصبة؟
مع بداية العام الدراسي الجديد يزداد اختلاط الأطفال داخل الفصول والأماكن المغلقة وهو ما يرفع احتمالية انتقال الأمراض المعدية بينهم ومن أبرز هذه الأمراض الحصبة التي تعد واحدة من أكثر الأمراض الفيروسية شدة وعدوى، خاصة عند الأطفال غير المحصنين باللقاحات الأساسية. ورغم أن كثير من الحالات قد تتعافى تلقائي إلا أن الحصبة قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة تهدد حياة الطفل، مثل الالتهاب الرئوي أو التهاب الدماغ.
وفي هذا التقرير نستعرض أعراض الحصبة عند الأطفال وطرق انتقالها والمضاعفات الخطيرة وأفضل وسائل الوقاية.
ما هي الحصبة ولماذا تعتبر خطيرة؟
الحصبة مرض فيروسي معدي يسببه فيروس الحصبة (Measles virus)، وينتقل بشكل رئيسي عبر الرذاذ التنفسي عند العطس أو السعال، أو من خلال المخالطة المباشرة للمصاب.
ورغم أن الحصبة أكثر شيوع عند الأطفال إلا أنها قد تصيب أي شخص لم يتلقى التطعيم بلقاح الحصبة النكاف الحصبة الألمانية (MMR). ويكمن خطر المرض في قدرته السريعة على الانتشار بالإضافة إلى احتمال تطوره إلى مضاعفات خطيرة قد تصل إلى الوفاة في بعض الحالات خصوصا عند الأطفال الأصغر سن أو الذين يعانون من سوء التغذية.
أعراض الحصبة عند الأطفال
المرحلة الأولية (2-4 أيام)
عادة ما تبدأ أعراض الحصبة بشكل يشبه نزلات البرد وتشمل:
• ارتفاع ملحوظ في درجة الحرارة.
• سيلان الأنف وسعال جاف.
• احمرار وحساسية في العينين مع دمع مفرط.
• تعب عام وآلام في العضلات.
مرحلة الطفح الجلدي (اليوم 3-4)
• ظهور بقع بيضاء صغيرة داخل الفم تعرف باسم بقع كوبليك.
• طفح جلدي مميز يبدأ من خلف الأذنين والجبهة، ثم ينتشر تدريجيا إلى الوجه، الصدر، الأطراف، وبقية الجسم.
• استمرار الحمى والشعور بالإرهاق الشديد.
مضاعفات الحصبة الخطيرة
رغم أن بعض الأطفال يتعافون بعد أسبوعين تقريبا، إلا أن الحصبة قد تسبب مضاعفات تهدد الحياة، ومنها:
• التهاب رئوي حاد: من أكثر أسباب الوفاة المرتبطة بالحصبة.
• إسهال شديد يؤدي إلى الجفاف خاصة عند الأطفال الصغار.
• التهاب الدماغ (Encephalitis) الذي قد يترك آثارًا عصبية دائمة.
• الوفاة في الحالات الشديدة أو عند غياب الرعاية الطبية المناسبة.
كيف تحمي طفلك من الحصبة؟
1. التطعيم (لقاح MMR)
يعتبر التطعيم الوسيلة الأكثر فعالية للوقاية من الحصبة. يعطى اللقاح عادة على جرعتين:
• الجرعة الأولى: بين عمر 12 و15 شهر
• الجرعة الثانية: بين عمر 4 و6 سنوات.
هذا اللقاح لا يحمي من الحصبة فقط، بل يوفر الحماية ضد النكاف والحصبة الألمانية أيضًا.
2. العلاج الداعم عند الإصابة
لا يوجد علاج نوعي مضاد لفيروس الحصبة، لكن يمكن تخفيف الأعراض عبر:
• تناول خافضات الحرارة مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين.
• شرب كميات كافية من السوائل لتجنب الجفاف.
• الراحة التامة في المنزل لتقليل انتقال العدوى.
3. دعم الجهاز المناعي
قد يصف الأطباء مكملات فيتامين أ للأطفال الذين يعانون من نقص التغذية، لما لها من دور في تقليل شدة المرض وخفض معدلات المضاعفات
