«المديدة».. أكلة صعيدية تراثية من أسيوط تعود لآلاف السنين

يتميز المطبخ الصعيدي في مصر بتنوع أكلاته الشعبية التي تعكس عادات وتقاليد متوارثة عبر الأجيال ومن بين هذه الأكلات تحتل أكلة «المديدة» مكانة خاصة في محافظة أسيوط، حيث تعد من أقدم الأطباق التراثية التي ما زالت حاضرة حتى اليوم على موائد الأهالي خاصة في وجبة الفطور بجانب الشاي.

المديدة طبق تراثي من أسيوط

تقول الحاجة أم شعيب لموقع نيوز رووم وهي من كبار السن في أسيوط، إن أكلة المديدة تعتبر من الأكلات الشعبية التي عاشت مع الأجداد وما زالت تتناقلها الأجيال. وتضيف أن المديدة لا تقدم فقط على الفطور، بل يمكن تناولها في أي وقت كوجبة مشبعة وسهلة الهضم، مشيرة إلى أن هناك أكلات أخرى تراثية مشابهة مثل «الشلولو» المصنوع من الثوم والليمون والماء البارد والملوخية الجافة، والذي كان من الأطباق المفضلة لدى الصعايدة قديماً.
 

مكونات أكلة المديدة

تتكون المديدة من مكونات بسيطة متوفرة في كل بيت صعيدي مما جعلها أكلة شعبية واسعة الانتشار ومن أهم المكونات:

• الدقيق (الطحين)

• السمن البلدي

• الحلبة المطحونة

• الحليب أو الماء

• العسل الأسود أو السكر

• القرفة

• النشا (اختياري)
 

طريقة تحضير المديدة

الخطوة الأولى تحمير الحلبة
يتم تسخين السمن البلدي على نار هادئة ثم تضاف الحلبة المطحونة وتحمر حتى تفوح رائحتها المميزة.

الخطوة الثانية إضافة السوائل

بعد ذلك يضاف كوب ماء ويترك الخليط يغلي لمدة 20 دقيقة تقريباً، ثم يضاف الحليب مع التحريك المستمر حتى يتجانس الخليط.

الخطوة الثالثة إضافة الدقيق والنشا

في وعاء آخر يذاب الطحين مع النشا في كمية قليلة من الماء، ثم يسكب تدريجيا على الخليط مع الاستمرار في التحريك حتى نحصل على قوام سائل يشبه المهلبية.
 

الخطوة الرابعة التحلية والتقديم

تضاف كمية السكر حسب الرغبة أو العسل الأسود لمن يفضل الطعم الأصيل مع رشة قرفة للنكهة. ثم تسكب المديدة في أطباق وتقدم ساخنة.
 

فوائد المديدة

لا يقتصر دور المديدة على كونها وجبة تراثية مشبعة، بل ترتبط أيضا بالفوائد الصحية:

1. غنية بالطاقة: لاحتوائها على الدقيق والسمن والعسل الأسود.

2. مفيدة للهضم: بفضل الحلبة التي تسهل عملية الهضم وتخفف التقلصات.

3. تعالج آلام الأسنان: حيث يذكر الأهالي في بعض القرى أن المديدة تُقدّم لمن يعاني من آلام الأسنان لسهولة تناولها ونعومة قوامها.

4. مناسبة للأطفال وكبار السن: لطراوتها وسهولة بلعها تشبه المهلبية.

المديدة والذاكرة الشعبية

تعد أكلة المديدة أكثر من مجرد طعام فهي جزء من الذاكرة الشعبية للأسيوطيين ففي بعض القرى ما زالت الأسر تعتمد عليها كوجبة رئيسية في حال عدم توافر الخبز، حيث تعتبر بديلة مشبعة ومغذية كما أنها من الأكلات التي يتوارثها الأبناء عن الأجداد مما يجعلها حاضرة في المناسبات والعادات اليومية.