نصر سالم: التعاون العسكري مع واشنطن ركيزة لاستعداد الجيش المصري

أكد اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، أن التدريب المصري الأمريكي المشترك يُعد من أهم البرامج العسكرية الهادفة لتعزيز قدرات القوات المسلحة المصرية، مشيرًا إلى أن المناورات الأخيرة التي أطلق عليها اسم "الخريف المنوّر" تحقق أهدافًا متعددة في آن واحد، تشمل التدريب وتبادل الخبرات، وتعزيز الاستعداد العملياتي، بالإضافة إلى الحفاظ على الأمن القومي المصري.
وأوضح نصر سالم ، خلال مداخلة هاتفية على قناة النيل للأخبار، أن التدريب المشترك لا يقتصر على الجوانب النظرية، بل يشمل تنفيذ سيناريوهات عملية تمكن القوات المصرية من التعرف على أساليب القتال والتكتيكات المتقدمة لدى الجيوش المشاركة، خصوصًا القوات الأمريكية وحلف الناتو.
تبادل الخبرات العسكرية
وأشار نصر سالم إلى أن الهدف التدريبي الرئيسي للمناورات يتمثل في رفع كفاءة القوات المسلحة إلى أعلى مستوى ممكن، من خلال التعرف على المعدات والأسلحة الحديثة وأساليب القتال المختلفة في المسارح المتنوعة، سواء كانت صحراوية أو جبلية أو خاصة بمكافحة الإرهاب، فضًلا عن أن تبادل الخبرات بين الدول المشاركة يسهم بشكل كبير في صقل مهارات الكوادر العسكرية المصرية ويعزز من قدرتهم على مواجهة التحديات المستقبلية بكفاءة عالية.
وتابع نصر سالم أن المحاضرات النظرية التي تُعقد ضمن المناورات توفر منصة لتبادل المعرفة بين القادة العسكريين، حيث يقوم كل طرف بعرض خبراته وأساليبه، وهو ما يسهم في تطوير قدرات التخطيط الاستراتيجي والعملياتي للقوات المصرية، ويُعد تدريبًا عمليًا على سيناريوهات مواجهة المخاطر المختلفة.
تعزيز الاستعداد العملياتي
وأضاف نصر سالم أن المناورات تهدف أيضًا إلى تحقيق الهدف العملياتي، من خلال تنسيق الجهود بين القوات المصرية ونظيراتها الأجنبية، بما يضمن توحيد المفاهيم والإجراءات في حال مواجهة أي تهديدات محتملة على الأمن القومي، مؤكدًا أن هذا التنسيق الاستراتيجي يعكس استعداد القوات المسلحة للتعامل مع المخاطر المختلفة بطريقة احترافية، مع تقليل الحاجة للدخول في صراعات مكلفة مباشرة.
وأوضح نصر سالم أن مثل هذه التدريبات تُسهم في رفع مستوى الجاهزية العملياتية، حيث يتم اختبار الخطط التكتيكية والقدرات القتالية في بيئات مختلفة، مما يمنح القادة العسكريين القدرة على اتخاذ القرارات السريعة والفعالة عند الحاجة.
تعزيز الأمن القومي
وأكد نصر سالم أن الهدف الأسمى للمناورات يتمثل في ترسيخ استراتيجية الردع، التي تعتمد على إظهار القوة العسكرية بشكل يمنع أي طرف معادٍ من التفكير في الاعتداء على مصر أو تهديد أمنها القومي، موضحًا أن قوة القوات المسلحة وقدرتها على تنفيذ مناورات مشتركة مع جيوش متقدمة تشكل رسالة واضحة للعالم عن جاهزية مصر للدفاع عن أراضيها ومصالحها.
وأشار نصر سالم إلى أن المناورات تعد أيضًا وسيلة فعالة للترويج للقدرات العسكرية المصرية أمام المجتمع الدولي، حيث يتابع العالم تدريبات القوات ويقيم مستوى جاهزيتها، وهو ما يعزز من موقف مصر الإقليمي ويزيد من تأثيرها في صياغة سياسات الردع والأمن في المنطقة.

الأداء العسكري المصري
وختم نصر سالم حديثه بالإشارة إلى أن المناورات المشتركة تعكس تطورًا نوعيًا في الأداء العسكري للقوات المسلحة، وأن التعاون مع جيوش متقدمة يتيح نقل الخبرات الحديثة في مجالات التخطيط والقتال والاستجابة للطوارئ.
وشدد نصر سالم على أن مثل هذه البرامج التدريبية تساهم في صقل الكوادر العسكرية، وتحقيق التوازن بين الكفاءة القتالية والجاهزية العملياتية، بما يضمن حماية الأمن القومي المصري وتعزيز الاستقرار الإقليمي.