نسرين البغدادي: تعيين المرأة في القضاء إنجاز تاريخي يجسد إرادة سياسية داعمة

رحبت الدكتورة نسرين البغدادي، نائب رئيس المجلس القومي للمرأة، بقرار تعيين المرأة المصرية في منصب مندوب مساعد بمجلس الدولة ومعاون النيابة العامة لأول مرة في تاريخ القضاء المصري، مؤكدة أن هذه الخطوة تمثل إنجازاً تاريخياً يبعث بالفخر والاعتزاز، ليس للمرأة وحدها، وإنما للمجتمع المصري بأسره.

وأوضحت "البغدادي"، في مداخلة هاتفية مع برنامج "نون القمة" المذاع على فضائية إكسترا نيوز، أن هذا القرار يعكس إيمان الدولة بدور المرأة وقدرتها على العطاء في مختلف المجالات، مؤكدة أن دخولها سلك القضاء يشكل علامة فارقة في مسيرة المساواة وتكافؤ الفرص.

الإرادة السياسية ودعم الدولة

وشددت على أن الإرادة السياسية لعبت دوراً حاسماً في تمكين المرأة المصرية على مدار السنوات الماضية، سواء في الحياة السياسية أو في المجالات التشريعية والتنفيذية، مشيرة إلى أن الدستور والقوانين الداعمة لمبدأ المساواة بين الرجل والمرأة كانت بمثابة الأساس الذي مهد الطريق لمثل هذه الخطوة التاريخية.

وأضافت أن الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وضعت تمكين المرأة في قلب استراتيجياتها الوطنية، بدءاً من التمثيل البرلماني وحتى تولي المناصب القيادية في المؤسسات الحكومية والقضائية، ما أوجد بيئة داعمة لتحقيق هذا الإنجاز.

جهود القومي للمرأة

وكشفت "البغدادي" أن هذا القرار لم يأتِ من فراغ، بل كان نتيجة جهود متواصلة استمرت قرابة ثمانية عقود، فضًلا عن أن المجلس القومي للمرأة لعب دوراً محورياً في دعم ومساندة النساء الراغبات في خوض غمار العمل القضائي، من خلال تقديم المقترحات والدراسات إلى صناع القرار على مدى سنوات طويلة.

ولفتت إلى أن المجلس لم يكتفِ بالدعوة، بل عمل على رفع وعي المرأة المصرية بأهمية المشاركة في مختلف القطاعات، بما في ذلك القضاء، من أجل فتح المجال أمام أجيال جديدة من الكوادر النسائية المؤهلة لتولي مناصب رفيعة.

التكافؤ والفرص المستقبلية

وحول الخطوات المقبلة، أوضحت نسرين البغدادي أن المجلس يواصل العمل على تعزيز فرص التكافؤ بين الرجل والمرأة داخل المؤسسات الحكومية والقضائية، مردفه أن الهدف لا يقتصر على مجرد فتح الباب، بل ضمان استمرار المرأة في إثبات كفاءتها وتوليها المناصب القيادية عن جدارة واستحقاق.

وأضافت نسرين البغدادي: "نحن نهدف إلى أن تكون المرأة المصرية دائماً في موقع يمكنها من المشاركة الفاعلة في صنع القرار، وأن تشارك جنباً إلى جنب مع الرجل في كافة المجالات دون استثناء"، مشيرة إلى أن التجربة المصرية أصبحت نموذجاً يحتذى به في المنطقة العربية.

نقلة نوعية في مسيرة المرأة

ووصفت هذه الخطوة بأنها نقلة نوعية جديدة في مسيرة المرأة المصرية، بعد عقود طويلة من المطالبة بفتح المجال أمامها في القضاء، مبينًا أن هذا الإنجاز يعكس مدى تطور المجتمع المصري وتقدمه نحو المزيد من العدالة والمساواة، وهو ما ينعكس إيجاباً على صورة مصر في المحافل الدولية.

كما "البغدادي" على أن تمكين المرأة في سلك القضاء ليس نهاية المطاف، بل بداية جديدة لمزيد من النجاحات التي تنتظرها المرأة المصرية في مختلف القطاعات، مؤكدة أن مصر تسير بخطى واثقة نحو مستقبل أكثر إشراقاً يضمن تكافؤ الفرص ويعزز العدالة الاجتماعية.

تمكين مستدام ورؤية 

واختتمت نسرين البغدادي تصريحاتها بالتأكيد على أن المجلس القومي للمرأة سيظل شريكاً أساسياً في مسيرة دعم المرأة وتمكينها، من خلال برامج تدريبية وتأهيلية تضمن استمرارية نجاحها في مختلف المناصب، مشددًا أن هذه الجهود تصب في رؤية مصر 2030 التي تضع تمكين المرأة في صلب أولوياتها، باعتبارها ركيزة أساسية في بناء الدولة الحديثة.