عزة هيكل: “من جد وجد.. ومن لعب سقط”.. ولام شمسية تجاوزت بعض مشاهده الخطوط المقبولة | حوار

- بعض المسلسلات الشعبية قدمت المرأة بصورة سلبية وغير حقيقي
- "أخواتي" يقدم قيمة درامية من خلال إبراز العلاقة القوية بين الأشقاء.
- اقتحام عيادات النساء في الدراما تَجاوز غير مُبرر ومُسيء للفن
مع قُرب انتهاء شهر رمضان الكريم، ينتهي معه موسم دسم من المسلسلات الرمضانية سواء مسلسلات الـ 15 حلقة، أو التي مازالت تُعرض حالياً حتى نهاية الموسم، ولقد تنوعت هذه المسلسلات من بين إنتاج مصري أو إنتاج غير مصري، سواء مسلسلات كوميدي، أو اجتماعي أو أسري أو تشويق وغموض وغيرها، وكما حازت العديد من المسلسلات بالإشادة والإعجاب سواء من الجمهور أو من النقاد والصحفيين وصناع الدراما، أيضا أُنتقد سلباً عددا من المسلسلات الأخرى التي رأى الكثير إنها لا تمت للمجتمع المصري بِصلة.
تحدث "نيوز رووم" مع الكاتبة والروائية عزة هيكل، والتي أبدت العديد من الأراء والملحوظات حول دراما رمضان 2025، وسلطت هيكل الضوء على أبرز الإيجابيات والسلبيات في الأعمال الدرامية لهذا العام، كما انتقدت الصورة المشوهة للمرأة في الدراما الشعبية، مؤكدة أن تقديمها كـ"ردّاحة" أو كشخصية مستعدة لفعل أي شيء مقابل المال، لا يعكس الحقيقة.
وأكدت عزة هيكل أن الورش الكتابية والإعلانات أصبحت تتحكم في الصناعة، مما أثر على جودة الأعمال المقدمة، مشيرة إلى أن بعض صناع الدراما يشاركون في لجان التقييم، مما يثير تساؤلات حول غياب الحيادية والمصداقية.
إلى نص الحوار..
كيف تقيمين صورة المرأة في دراما رمضان هذا العام؟
المسلسلات الشعبية قدمت المرأة بصورة سلبية وغير حقيقية، حيث ظهرت على أنها ردّاحة، عنيفة، وتبيع أي شيء مقابل المال، في حين تم تصوير المطلقة وكأنها مستعدة لفعل أي شيء، وهذا غير صحيح، حتى المرأة الغنية تم تقديمها كشخصية متسلطة وغير نمطية، أما السكرتيرة فتم تصويرها بأنها لعوب وتستخدم ذكاءها لخيانة من حولها، هذه الصورة المشوهة لا تعكس المرأة المصرية الحقيقية، بل تسيء إليها.
هل لاحظتِ أي تطور في نوعية الأعمال المقدمة هذا العام؟
رغم العدد الكبير من المسلسلات المعروضة، إلا أن القليل منها قدم تطورًا أو أفكارًا غير تقليدية، مثل مسلسل "ولاد الشمس" كان ممكن يكون أفضل من كده، لكن أداء الممثلين كان مميزًا، كما أن مسلسل قلبي مفتاحيه يُعد من الأعمال الجيدة، أما مسلسل إخواتي فهو من المسلسلات التي يمكن مشاهدتها، حيث يقدم قيمة درامية من خلال إبراز العلاقة القوية بين الأشقاء.
هل هناك موضوعات جديدة طرحتها الدراما الرمضانية هذا الموسم؟
مسلسل لام شمسية كان من المسلسلات التي تبشر بطرح جديد، لكن بعض المشاهد في إحدى الحلقات تجاوزت الخطوط المقبولة بدون داعٍ، حيث اقتحمت خصوصية المشاهد وعرض لقطات داخل غرف النوم وعيادات النساء، المشاهد الذكي مش محتاج نعرضه مشاهد علاقة حميمة أو تفاصيل في غرفة النوم علشان يفهم الرسالة، لازم يكون فيه اعتماد أكتر على ذكاء المشاهد وما يكونش كل حاجة متصورة بشكل مباشر.
من وجهة نظرك، ما هي أبرز الأخطاء أو السلبيات التي وقع فيها صناع الدراما هذا العام؟
الأعمال الدرامية هذا الموسم اعتمدت على ورش كتابة تكرّر نفس "الإفيهات" وتستعين بأفكار غربية دون تقديم رؤية جديدة، وهناك مد غير مبرر للأحداث، مستوى الحوار متدنٍ، والأفكار رتيبة، مع تركيز مبالغ فيه على التريند والشهرة أكثر من جودة المحتوى، المشاهد أيضًا تعرض لمبالغة في تصوير الثراء الفاحش والمكياج المبهرج، مما جعل كثيرًا من الأعمال بعيدة عن الواقع.
كيف تري مستوى الدراما في موسم رمضان الحالي مقارنة بالسنوات السابقة؟
موسم رمضان 2025 هو نتيجة طبيعية للاحتكار وغياب كبار الكُتّاب، حيث تم الاعتماد على ورش الكتابة والإعلانات، مع تكرار الحلقات وإعادة تدوير قصص سابقة، كما تم التركيز الأكبر أصبح على التريند بدلاً من تقديم محتوى جديد، وهو ما يعكس غياب النقد العلمي الحقيقي والتطوير الفعلي لصناعة الدراما.
والمشكلة الأكبر أن بعض من يشاركون في كتابة أو إنتاج الأعمال الدرامية هم أنفسهم أعضاء في لجان التقييم، مما يفقد الأمر الحيادية والمصداقية، والنتيجة واضحة: ما نراه هذا العام لا يليق بحجم الإنفاق على الدراما، ولا بمكانة مصر في هذا المجال.
كيف تصفين موسم رمضان الدرامي الحالي في كلمة واحدة؟
"من جد وجد.. ومن لعب سقط!"
ما هي رؤيتك لتطوير الدراما المصرية؟
الوجوه خلف الشاشة لم تتغير منذ 10 سنوات، الأدوار تتبدل بينهم بدون رؤية أو خطة واضحة، لو عاوزين فعلاً تطوير الدراما المصرية، لازم إنهاء الاحتكار وفتح باب التنافسية، مع عودة قطاع الإنتاج التلفزيوني وصوت القاهرة، وعودة لجان القراءة لازم ترجع علشان تفرز النصوص القوية، ولجان المشاهدة تكون مسؤولة عن تقييم العمل قبل عرضه.
الأهم هو تقليل الاعتماد على ورش الكتابة وإعادة إحياء دور الكُتّاب الحقيقيين، لدينا جيل من المخرجين والممثلين أقوى من الأجيال السابقة، لكننا نفتقد النصوص القوية والأفكار المميزة.