عاجل

التلاوة والروح.. مشاهير القراء الذين جمعوا بين القرآن والطريق الصوفي

المشيخة العامة للطرق
المشيخة العامة للطرق الصوفية

في تاريخ قراء مصر، يتجسد الإبداع في التلاوة القرآنية بشكل يعكس التفاعل العميق بين الصوت والروح، وهو ما يُبرز العلاقة الوثيقة بين العديد من كبار القراء والصوفية. إذ أثرت  الصوفية على تلاوتهم للقرآن الكريم، مما أضاف لها طابعًا مميزًا من الخشوع والإحساس.

 من هؤلاء القراء الذين اشتهروا بانتمائهم إلى الطرق الصوفية:

الشيخ محمد رفعت (1882 – 1950)

كان الشيخ رفعت أحد أتباع  الطريقة الخلوتية، وهي طريقة صوفية مشهورة تؤكد على الذكر والتسبيح كوسيلة للترقية الروحية.

هذه المعلومة مؤكدة في سيرته الذاتية، وتُذكر بانتظام عندما يُناقش جمال صوته وعمق تأثيره الروحي أثناء تلاوته للقرآن. كان يلتزم بالأوراد الخاصة بالطريقة، ما أضفى على تلاوته طابعًا مميزًا.

الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي (1890 – 1962)

كان الشيخ الشعشاعي ينتمي إلى الطريقة الأحمدية ، وهي إحدى أكبر وأشهر الطرق الصوفية في مصر.

المعلومات التي تؤكد انتماءه لهذه الطريقة موثقة في العديد من المصادر، وقد أكد نجله، الشيخ إبراهيم الشعشاعي، ذلك في عدة مقابلات تلفزيونية، مشيرًا إلى التزام والده بالطريقة الصوفية.

الشيخ محمد صديق المنشاوي (1920 – 1969)

انتمى الشيخ المنشاوي إلى نفس الطريقة الصوفية التي انتمي إليها الشيخ الشعشاعي، وهي الطريقة الأحمدية.

ابن الشيخ المنشاوي، الشيخ طه الفشني المنشاوي، أكد في مقابلاته الإعلامية حرص والده على حضور الموالد والأنشطة الصوفية، مما يعكس تأثير التصوف في أسلوبه الروحي في التلاوة.

الشيخ محمود علي البنا (1926 – 1985)

كان الشيخ البنا من المنتسبين إلى الطريقة الاحمدية، وكان معروفًا بحرصه على المشاركة في الليالي الصوفية، حيث كان يُحييها بتلاوته للقرآن الكريم.

تأكيد هذا الانتماء يظهر في سيرته الذاتية ومصادر أخرى تناولت حياته، مما يعكس تطابقًا واضحًا بين تلاوته الروحانية وأثر التصوف في شخصيته.

الشيخ سيد النقشبندي (1920 – 1976)

رغم أن الشيخ النقشبندي اشتهر بالإنشاد الصوفي أكثر من التلاوة، إلا أنه كان قارئًا مُجازًا في القرآن الكريم ومن أبرز مشايخ الطريقة النقشبندية

العلاقة الوثيقة بينه وبين الطريقة النقشبندية كانت محورية في مسار حياته، حيث جمع بين الإنشاد الروحي وتلاوة القرآن الكريم.

الشيخ ناصر الدين طوبار (1926 – 1986)

كان الشيخ طوبار من أتباع الطريقة الأحمدية، ويمثل أحد الوجوه البارزة في التلاوة القرآنية التي تأثرت بالممارسة الصوفية.

هذه المعلومة مؤكدّة في كتب تراجم القراء وفي المصادر التي تناولت تاريخه الفني، مما يبرز تأثير التصوف في أداءه وتفسيره للقرآن الكريم.

الشيخ أحمد نعينع (مواليد 1954)

يُعد الشيخ أحمد نعينع من أتباع الطريقة الشاذلية، وقد نال إجازة في هذه الطريقة الصوفية، التي كان لها دور كبير في تشكيل رؤيته وتفسيره للقرآن الكريم.

في عدة مقابلات صحفية وتلفزيونية، تحدث الشيخ نعينع عن تأثير الطريقة الشاذلية على حياته وتلاوته، مشيرًا إلى أن التصوف كان له دور جوهري في تطوير أدائه الروحي في التلاوة.

خاتمة:
الارتباط بين تلاوة القرآن الكريم والانتماء إلى الطرق الصوفية في مصر ليس مجرد مصادفة، بل هو تعبير عن تداخل الروحانية مع الصوت، حيث أضافت الطرق الصوفية بعدًا عميقًا لتلاوة هؤلاء القراء. إن تأثير التصوف في حياتهم وممارساتهم يظل شاهدًا على كيف يمكن للأوراد والذكر أن تُنقّي الصوت وتمنحه طاقة روحانية تؤثر في كل من يستمع إليه.

تم نسخ الرابط