أعلنت الولايات المتحدة، امس الجمعة، أنها لن تمنح تأشيرات لمسؤولين من السلطة الفلسطينية لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل، في وقت تعتزم فيه فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين.
وجاء في بيان الخارجية الأميركية أن “وزير الخارجية ماركو روبيو رفض وألغى تأشيرات أعضاء في منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة”.
سبتمبر من كل عام تتحول نيويورك إلى “المول السياسي العالمي”، حيث يتبارى قادة العالم بخطبهم في الأمم المتحدة. الكل يدخل ليعرض روايته… إلا الفلسطيني، الذي قررت واشنطن منعه حتى من مجرد الوصول إلى المنبر.
قرار الخارجية الأميركية يعني أن الرئيس محمود عباس لن يلقي كلمته المعتادة، وهو ما يذكّر بالمثل الشعبي: “اللي ما يقدرش على الحمار يتشطر على البردعة”. فالاحتلال مرحب به في القاعة، أما الضحية نفسها فممنوعة من الكلام.
ازدواجية مكشوفة
أمريكا التي ترفع شعار الحرية، تطبقه على طريقة المثل الشعبي: “إسمع كلامك أصدقه، أشوف أمورك أستعجب”. تحاضر العالم في حقوق الإنسان، ثم تغلق أبوابها أمام الفلسطيني بحجة “اعتبارات سياسية”. وكأن الحرية عندها تحولت إلى حلاوة المولد: تتوزع على الجميع إلا من يحتاجها بحق.
أوروبا تتحرك
على الجانب الآخر، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نية بلاده الاعتراف بدولة فلسطين، وتبعته أكثر من 12 دولة غربية. وبينما أوروبا تخطو إلى الأمام، ما زالت واشنطن تمارس سياسة “ودن من طين وودن من عجين”.
صوت محجوب
المشهد أقرب إلى كوميديا عبثية: منبر الأمم المتحدة مفتوح للجميع، حتى لمن يتحدث عن “إنجازاته في زراعة البقدونس أو صناعة الشوكولاتة”، بينما الفلسطيني ممنوع من أن يعلن أنه بلا وطن. المشهد يختصره المثل: “الحيطة المايلة الكل يتسند عليها”. فالفلسطيني أصبح تلك الحيطة التي يتكئ عليها العالم في بياناته، لكن ساعة الفعل… الكل يزوغ.
الوسيط الأخرس
الخلاصة أن واشنطن تمارس دور الوسيط الأخرس: تفتح أبواب الأمم المتحدة للجميع، وتغلقها فقط في وجه فلسطين. والنتيجة: سلام بلا صوت، وعدالة بلا صاحب، وحوار ناقص بالإكراه… أو كما يقول المثل الشعبي: “يقتل القتيل ويمشي في جنازته”