عاجل

حكم إفطار الصائم عند شرقة النفس.. هل يلزمه إتمام الصيام؟

مفتي الجمهورية: حكم
مفتي الجمهورية: حكم إفطار الصائم عند شرقة النفس

في شهر رمضان، قد يواجه بعض الصائمين حالات طارئة تستدعي الإفطار، ومن بينها شرقة النفس أو الغُصة التي قد تؤدي إلى صعوبة التنفس. فما حكم الإفطار في هذه الحالة؟ وهل يجب على الصائم الإمساك بقية اليوم؟

حكم إفطار الصائم بسبب الغُصة

بحسب فتوى فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، يجوز للصائم الإفطار إذا أصيب بغصة شديدة أدت إلى احتباس نفسه، وكان الحل الوحيد هو شرب الماء أو تناول دواء لإنقاذ حياته، شريطة عدم وجود وسيلة بديلة أخف ضررًا.

وأكد فضيلته أن هذا الأمر يندرج تحت باب الضرورة، حيث إن حفظ النفس من المقاصد الأساسية في الشريعة الإسلامية، مستدلًا بقول الله تعالى:

 ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ (البقرة: 195)

وأوضح أن الفقهاء أجمعوا على جواز الفطر لمن خاف الهلاك أو الضرر الشديد بسبب الصيام، كما جاء في كتب الفقه المختلفة، ومنها:

"المبسوط" للإمام السرخسي الحنفي، حيث ذكر أن من خشي ضررًا بالغًا بسبب الصيام، جاز له الفطر.

"الشرح الكبير" للشيخ أحمد الدردير المالكي، الذي أكد وجوب الفطر لمن خاف على نفسه هلاكًا أو شديد أذى.

"أسنى المطالب" للشيخ زكريا الأنصاري الشافعي، الذي أشار إلى أن المشقة الشديدة تسقط الصيام عن المكلف.

القاعدة الفقهية في الضرورات

تعتمد الشريعة الإسلامية على قواعد فقهية أساسية ، منها:

  • “الضرورات تبيح المحظورات”، أي أنه إذا وقع الإنسان في موقف ضروري يهدد حياته، جاز له ارتكاب ما هو محظور شرعًا لحفظ نفسه.
  • “ الضرورة تُقدَّر بقدرها”، بمعنى أن الصائم يجب ألا يتجاوز الحد الأدنى اللازم للفطر، فيقتصر على  ما يدفع الغُصة.

هل يجب الإمساك بعد الإفطار؟

اختلف الفقهاء حول وجوب الإمساك بعد الإفطار بسبب الغُصة:

الرأي الأول: يرى الحنفية والشافعية في قول، والحنابلة في المذهب، أن الإمساك واجب احترامًا لحرمة الشهر، وتشبهًا بالصائمين.

الرأي الثاني: تبناه المالكية، والشافعية في المعتمد، والحنابلة في رواية، حيث لا يُلزم الصائم بالإمساك، لأن الفطر كان مباحًا أول اليوم، واليوم لا يتجزأ بين إمساك وإفطار.

ورجح مفتي الجمهورية القول الثاني، مؤكدًا أن الإمساك بعد الإفطار غير واجب لكنه مستحب، متى قدر عليه الصائم، خروجًا من خلاف الفقهاء.

-يجوز الإفطار عند شرقة النفس أو الغُصة إذا تعذر التنفس وكان شرب الماء هو الحل الوحيد.

-يجب قضاء هذا اليوم، ولا كفارة عليه.

-لا يُلزم الصائم بالإمساك بعد الإفطار، لكن يُستحب إن استطاع.

تم نسخ الرابط