مقهى ستراند في باب اللوق.. أيقونة القاهرة التي تعيش أيامها الأخيرة

يُعد مقهى ستراند من أشهر المقاهي في وسط القاهرة، حيث يقع داخل عمارة ستراند الشهيرة في منطقة باب اللوق، بالقرب من ميدان عابدين وشارع التحرير.
مقهى ستراند في باب اللوق
المقهى الذي يُعرف أيضًا باسم "زهرة ستراند" ارتبط بتاريخ طويل من اللقاءات والذكريات، وظل وجهة مميزة للزوار والمثقفين على مدار عقود.
موقع استراتيجي في قلب وسط البلد
يقع مقهى ستراند داخل عمارة ستراند بباب اللوق، في منطقة حيوية تعكس روح وسط القاهرة. هذا الموقع جعل منه مكانًا دائمًا لالتقاء المثقفين والفنانين ورواد المقاهي التاريخية.
تاريخ وذكريات لا تُنسى
على مدار أكثر من 20 عامًا، ارتبط المقهى بذكريات لا تُمحى لرواده. فقد شهد جلسات مع شخصيات بارزة مثل عمر الشريف ومحمد سلطان، كما كان ملتقى للأصدقاء والعائلات. هناك كُتبت موضوعات صحفية، وقُرئت مئات الكتب، على أنغام أغنيات محمد عبد الوهاب التي ملأت أجواء المكان في ليالي الشتاء.
ملامح خاصة ومكانة مميزة
تميز المقهى بلوحات الخط العربي التي أبدعها الفنان محمد العيسوي، والتي زينت جدرانه لسنوات طويلة. هذه اللمسات الفنية جعلت من مقهى ستراند أكثر من مجرد مقهى، بل فضاءً ثقافيًا يعكس ملامح القاهرة القديمة.
بيع المقهى واختفاء ملامحه
وفق روايات محلية، تم بيع مقهى ستراند إلى أحد تجار النظارات في باب اللوق. ومع هذا البيع بدأت ملامح المقهى في التلاشي، حيث تمت إزالة لوحات الخط العربي التي كانت تزين جدرانه، رغم أن أحد الفنانين العرب حرص على اقتنائها تقديرًا لقيمتها الفنية.
وداع مكان عاش في الذاكرة
بالنسبة لرواده، لم يكن مقهى ستراند مجرد محطة للانتظار، بل فضاءً للذكريات والحكايات التي لا تنتهي. ومع اقتراب إغلاقه، يشعر الكثيرون بالأسى لغياب أحد أبرز معالم وسط القاهرة، الذي ظل شاهدًا على تحولات المدينة لعقود طويلة.
المقاهي التاريخية في مصر تُعد جزءًا أصيلًا من تراث القاهرة والإسكندرية، فهي ليست مجرد أماكن لتناول المشروبات بل فضاءات اجتماعية وثقافية احتضنت كبار الأدباء والفنانين والسياسيين، من مقهى الفيشاوي في خان الخليلي إلى مقاهي وسط البلد، بقيت شاهدة على تاريخ ممتد وروح لا تزول.