عاجل

مي عز الدين: الفن كان طوق نجاتي بعد رحيل والدتي|فيديو

مي عز الدين
مي عز الدين

اعترفت الفنانة مي عز الدين بأن فقدان الأم لا يمكن تجاوزه مهما مرّ من وقت، مؤكدة أن الغياب يظل حاضرًا في كل موقف وفي كل لحظة ، ورغم مرور أشهر على رحيل والدتها، إلا أن آثار هذه المحنة ما زالت تلقي بظلالها الثقيلة على قلبها، وهو ما ظهر جليًا خلال أحاديثها الإعلامية الأخيرة. 

وقالت الفنانة مي عز الدين، خلال استضافتها في برنامج “ ضيفي”، مع الإعلامي معتز الدمرداش، عبر قناة الشرق للأخبار، مساء اليوم الجمعة، أن رحيل والدتها لم يكن رحيل والدة الفنانة مي عز الدين حدثًا عابرًا في حياتها، بل شكل نقطة تحول فارقة غيّرت الكثير من تفاصيل يومها وعلاقتها بالحياة والآخرين 

 

وأشارت الي أن الحزن ليس مجرد لحظة بكاء تنتهي، بل هو صراع داخلي طويل، يحتاج الشخص فيه إلى قوة استثنائية كي يتمكن من الاستمرار في الحياة بشكل طبيعي ، وأشارت إلى أن "محدش بيتجاوز أهله"، في إشارة إلى أن خسارة الوالدين تبقى ندبة لا تزول.

الفن كوسيلة للتنفس ومتنفس للألم

أوضحت مي عز الدين أن دخولها في أعمال فنية جديدة بعد وفاة والدتها لم يكن بدافع العودة إلى الأضواء فقط، بل كان محاولة جادة للتعافي والهرب من دوامة الفراغ العاطفي الذي خلّفه الغياب. وأكدت أن الفن بالنسبة لها لم يعد مجرد مهنة، بل أصبح علاجًا نفسيًا وطوق نجاة ساعدها على استعادة بعض من توازنها.

كما أشارت إلى أن الانشغال بالتصوير والسفر كان أفضل وسيلة للخروج من حالة الحزن العميق، مؤكدة أنها كانت تبحث عن أي نشاط يملأ فراغ قلبها ويعيد لها القدرة على التعايش ،لكنها لفتت في الوقت ذاته إلى أن هذه المحاولات لا تعني النسيان، فالفقد يظل حاضرًا، وإنما هو مجرد تكيف مع واقع جديد.

صراع بين الحياة الخاصة وضغوط المهنة

تعترف مي عز الدين أن التوفيق بين حياتها الخاصة وظروف عملها الفني لم يكن أمرًا سهلاً بعد وفاة والدتها. فقد كانت تجد نفسها في كثير من الأحيان مضطرة للتظاهر بالقوة أمام الكاميرا، بينما قلبها مثقل بالألم. وأوضحت أنها حاولت أن تجعل من الكاميرا صديقة، ومن الأدوار التي تقدمها وسيلة للهروب المؤقت من الحقيقة القاسية.

وتضيف أن التمثيل جعلها أحيانًا أكثر وعيًا بمشاعرها الإنسانية، إذ أن بعض الأدوار الحزينة التي جسدتها كانت أشبه بمرايا عكست ما تمر به من تجارب شخصية ، وهذا ما جعلها أكثر قربًا من جمهورها، الذي لمس الصدق في أدائها بعد هذه المرحلة العصيبة.

الدعم النفسي من الأصدقاء والجمهور

لم تخفِ الفنانة أن الدعم النفسي الذي تلقته من أصدقائها المقربين كان عاملاً مهمًا في استمرارها. فقد وجدت في دوائرها المقربة سندًا معنويًا ساعدها على مواجهة الأيام الأولى الأصعب بعد الفقد كما عبّرت عن امتنانها للجمهور الذي لم يتوقف عن إرسال رسائل التعاطف والحب، معتبرة أن محبة الناس لها ساعدتها على تخفيف عبء الوحدة.

وأشارت إلى أن الإنسان في لحظات الحزن يكتشف قيمة العلاقات الحقيقية، وأن المواقف الصعبة تكشف معادن الناس، وهو ما تعلمته بشكل أعمق بعد وفاة والدتها.

دروس إنسانية من تجربة الفقد

وأكدت مي عز الدين أن تجربة فقدان والدتها جعلتها أكثر إدراكًا لقيمة العائلة، وأكثر حرصًا على تقدير كل لحظة تقضيها مع من تحب ،كما جعلتها أكثر وعيًا بفكرة أن الحياة قصيرة، وأنه لا ينبغي الانشغال بالتفاصيل الصغيرة على حساب العلاقات الحقيقية.

وأضافت أنها باتت أكثر قربًا من جمهورها من خلال الصدق في مشاعرها، معتبرة أن الحزن أحيانًا يمنح الإنسان عمقًا جديدًا يجعله أكثر تفهمًا لمعاناة الآخرين.

خطوات جديدة نحو الشفاء

وأكدت الفنانة مي عز الدين أنها تسير بخطوات ثابتة نحو الشفاء النفسي، حتى وإن كان الطريق طويلاً. فهي تحاول أن توازن بين العمل والراحة، وأن تمنح نفسها مساحات للتعبير عن الحزن بعيدًا عن الأضواء.

كما كشفت عن نيتها الدخول في مشاريع فنية أكثر عمقًا في الفترة المقبلة، مشيرة إلى أن كل تجربة إنسانية تمر بها تضيف إلى أدواتها كممثلة وتجعلها أكثر صدقًا في تقديم أدوارها.

الفن رسالة وحياة بعد الفقد

وشددت علي أن الفن بالنسبة لها لم يعد مجرد مهنة أو وسيلة للشهرة، بل أصبح رسالة ورسالة حياة، فالتجارب الإنسانية التي تعيشها الفنانة تنعكس على الشاشة، وتتحول إلى طاقة قادرة على لمس قلوب المشاهدين ، ولذلك فهي تؤمن أن الاستمرار في العطاء الفني هو أفضل تكريم لذكرى والدتها، التي كانت دائمًا الداعمة الأولى لها في مسيرتها.

واختتم حديثها برسالة مؤثرة: "الحزن لا يزول، لكنه يعلمنا كيف نحب أكثر ونقدّر حياتنا بشكل أعمق".

تم نسخ الرابط