عاجل

خطة نتنياهو لاستبدال السلطة الفلسطينية بالعشائر: مشروع استعماري يفتقر للشرعية

غزة
غزة

قال الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب، إن الخطة التي يطرحها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرامية إلى استبدال السلطة الفلسطينية بعشائر محلية في الضفة الغربية، خصوصًا في مدينة الخليل، تمثل امتدادًا لمشروع استيطاني استعماري قديم يقوم على أسس تلمودية، هدفه النهائي منع قيام دولة فلسطينية مستقلة، وترسيخ الهيمنة الإسرائيلية على الأرض والشعب.

جذور الفكرة التلمودية

وأوضح حرب، في مداخلة لقناة القاهرة الإخبارية، أن نتنياهو يستند في مشروعه إلى أوهام توراتية قديمة يعتبر فيها الضفة الغربية جزءًا مما يسميه بـ"يهودا والسامرة"، أي أنها وفق الرؤية الصهيونية "أرض إسرائيل التاريخية". وأكد أن هذه الرؤية ليست مجرد شعار سياسي، بل هي عقيدة أيديولوجية تغذي السياسات الاستعمارية الإسرائيلية منذ عقود، حيث يُنظر إلى أي كيان فلسطيني مستقل باعتباره تهديدًا وجوديًا لمشروع الاحتلال.

الاستيطان ومخطط "E1"

وأشار المحلل السياسي إلى أن إسرائيل، ومنذ عام 2022، كثّفت مشاريعها الاستيطانية بشكل ممنهج، خصوصًا من خلال مخطط "E1" الذي يهدف إلى ربط المستوطنات ببعضها البعض، وعزل شمال الضفة الغربية عن جنوبها ،وأضاف أن هذا المخطط يشكل أخطر المشاريع التي تهدد وحدة الأراضي الفلسطينية، إذ يؤدي عمليًا إلى تقطيع أوصال الضفة الغربية، ويمنع إقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافيًا.

استهداف الخليل ورمزيتها الدينية

وبيّن حرب أن اختيار مدينة الخليل بشكل خاص في هذه الخطة لم يكن عشوائيًا، بل له أبعاد دينية وسياسية عميقة. فالخليل تحتضن الحرم الإبراهيمي، وهو رمز مركزي في الموروث التلمودي، مما يجعلها محط أطماع الاحتلال المتكررة ،وأكد أن هذا الاستهداف يسعى لإضفاء شرعية دينية على السياسات الاستعمارية، لكن الواقع على الأرض يكشف أن العشائر الفلسطينية في الخليل، وغيرها من مدن الضفة، ترفض التعاون مع الاحتلال حفاظًا على الثوابت الوطنية، ورفضًا لأي محاولات لتفتيت النسيج الاجتماعي.

رفض فلسطيني وتحدٍ وطني

وشدد حرب على أن إسرائيل تحاول توظيف أدوات مالية وضغوط عسكرية لإقناع العشائر أو استقطاب شخصيات محلية للتعاون معها، إلا أن هذه المحاولات بائت بالفشل حتى الآن. فالعشائر الفلسطينية، بحسب تعبيره، تدرك خطورة المشروع على مستقبل القضية، وترى فيه محاولة لتفكيك البنية السياسية والاجتماعية الفلسطينية، وأوضح أن هذه المحاولات لا تجد أي تجاوب وطني حقيقي، بل تواجه إصرارًا شعبيًا على إفشالها.

مشروع يفتقر للشرعية

واختتم المحلل السياسي حديثه بالتأكيد على أن مشروع نتنياهو هو مشروع استعماري فاقد للشرعية، لأنه يتعارض مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية التي تعترف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة ،وأضاف أن الرهان الإسرائيلي على استبدال السلطة الفلسطينية بعشائر محلية يعكس مأزقًا سياسيًا داخليًا لدى نتنياهو، أكثر مما يعكس خطة قابلة للتنفيذ على الأرض.

وأكد أن الشعب الفلسطيني سيظل يقف سدًا منيعًا أمام هذه المشاريع، وأن التجربة التاريخية أثبتت أن كل محاولات الاحتلال لفرض واقع بديل اصطدمت بثبات الفلسطينيين وتمسكهم بحقوقهم الوطنية.

تم نسخ الرابط