نهاية غير متوقعة لمسيرة مورينيو مع فنربخشة بعد الخروج الأوروبي المبكر
فنربخشة يعلن رحيل جوزيه مورينيو بعد صدمة دوري أبطال أوروبا

أعلن نادي فنربخشة التركي، في بيان رسمي اليوم الجمعة، رحيل المدرب البرتغالي المخضرم جوزيه مورينيو عن منصبه كمدير فني للفريق الأول لكرة القدم، وذلك عقب الفشل في التأهل إلى دور المجموعات من بطولة دوري أبطال أوروبا.
جاء القرار بمثابة مفاجأة مدوية لجماهير العملاق التركي التي كانت تمني النفس ببداية أوروبية جديدة تحت قيادة أحد أكثر المدربين تتويجًا وخبرة في القارة الأوروبية.
وكان فنربخشة قد عيّن مورينيو في مطلع الصيف قبل الماضي وسط آمال كبيرة في أن يقود الفريق نحو استعادة بريقه على الساحة الأوروبية، بعد سنوات طويلة من الغياب عن منصات التتويج القارية، غير أن الإخفاق المبكر في التصفيات المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، حيث ودّع الفريق المنافسات من الدور التمهيدي الحاسم أمام بنفيكا البرتغالي، مثّل ضربة موجعة لمشروع الإدارة ولتطلعات الجماهير.
في بيانه الرسمي، شكر النادي التركي المدرب البرتغالي على جهوده خلال فترة توليه القيادة الفنية، مؤكدًا أن الانفصال تم بالتراضي بين الطرفين، وأضاف البيان أن فنربخشة سيبدأ فورًا البحث عن مدرب جديد قادر على قيادة الفريق في مشواره المحلي والأوروبي، لاسيما أن الفريق مقبل على منافسات قوية في الدوري التركي والدوري الأوروبي.
ويعد مورينيو واحدًا من أبرز الأسماء في تاريخ التدريب الحديث، خاض تجربة قصيرة لم تدم طويلًا مع الفريق التركي، ورغم البداية التي شهدت حماسًا جماهيريًا كبيرًا، فإن الأداء المتذبذب في المباريات الأوروبية حسم الموقف سريعًا.
وأكدت مصادر مقربة من النادي أن فشل التأهل لدور المجموعات كان القشة التي قصمت ظهر العلاقة، خصوصًا أن الإدارة استثمرت مبالغ ضخمة في سوق الانتقالات لتلبية طلبات المدرب.
الجماهير التركية بدورها انقسمت بين مؤيد ومعارض للقرار، فئة كبيرة رأت أن التعاقد مع مورينيو كان رهانًا محفوفًا بالمخاطر منذ البداية، بالنظر إلى تراجع نتائجه مع أنديته الأخيرة وصعوبة تكيفه مع بيئات كروية جديدة، بينما عبّر آخرون عن حزنهم لرحيله المبكر، معتبرين أن الإدارة لم تمنحه الوقت الكافي لبناء مشروع متكامل، خاصة وأنه كان بحاجة لمزيد من الوقت لتثبيت أفكاره الفنية على الفريق.
أما الصحافة التركية، فقد تناولت الحدث على نطاق واسع، مشيرة إلى أن فشل فنربخشة في دوري الأبطال لا يمكن تحميله لمورينيو وحده، بل يعكس مشكلات هيكلية يعاني منها النادي منذ سنوات، سواء على صعيد البنية التحتية أو الإدارة الرياضية، بل و أكدت بعض التقارير الصحفية أن البرتغالي نفسه لم يكن راضيًا عن أجواء العمل، وهو ما جعله يفضل الانفصال بالتراضي بدل الدخول في صدام طويل الأمد.
من جانبه، لم يُصدر مورينيو حتى الآن تصريحًا رسميًا حول رحيله، لكنه من المتوقع أن يتحدث لوسائل الإعلام خلال الأيام المقبلة، قد يفتح رحيله عن الدوري التركي بابًا جديدًا في أحد الدوريات الكبرى، أو ربما تجعله يفكر جديًا في التوقف مؤقتًا بعد مسيرة طويلة قضاها متنقلاً بين الأندية الأوروبية الكبرى.
رحيل مورينيو عن فنربخشة يمثل صفحة جديدة في تاريخ النادي التركي الذي يواصل البحث عن هوية أوروبية مفقودة منذ سنوات، وفي الوقت ذاته، يطرح تساؤلات كثيرة حول مستقبل المدرب البرتغالي الذي اعتاد أن يكون حاضرًا في قلب المنافسات الكبرى، لكنه يجد نفسه الآن أمام تحدٍ لإثبات أن سحره التدريبي لم ينطفئ بعد