عاجل

رشا سعد: صندوق تطوير التعليم شريك داعم لا بديل عن الوزارات|فيديو

رشا سعد شرف
رشا سعد شرف

يشهد قطاع التعليم في مصر تحولات جذرية خلال السنوات الأخيرة، مدفوعة برؤية استراتيجية تستهدف بناء إنسان قادر على مواكبة متطلبات العصر، ودعم خطط الدولة في التنمية المستدامة، ويُعد صندوق تطوير التعليم التابع لمجلس الوزراء أحد أهم الأذرع التنفيذية التي تترجم هذه الرؤية إلى مشروعات واقعية، من خلال شراكات متكاملة مع الوزارات المختصة.

وفي هذا السياق، أكدت الدكتورة رشا سعد شرف، الأمين العام لصندوق تطوير التعليم، أن الصندوق لا يعمل بديلاً عن الوزارات، وإنما يمثل شريكاً داعماً ومكملاً لها، سواء وزارة التربية والتعليم أو وزارة التعليم العالي أو وزارة العمل، موضحة أن الهدف الأساسي هو دعم سياسة الدولة عبر برامج نوعية متطورة تستجيب للتحديات المحلية والإقليمية والدولية.

وأضافت، خلال حوارها في برنامج ستوديو إكسترا عبر شاشة إكسترا نيوز، أن الصندوق يسعى لتعزيز التكامل المؤسسي، بحيث تصل الخدمات التعليمية والتدريبية إلى المواطن المصري عبر القنوات الرسمية القائمة بالفعل، دون الحاجة إلى إنشاء كيانات موازية أو تكرار الجهود.

وتابعت شرف أن الهدف الأوسع للمرصد هو تقليص الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل، سواء داخل مصر أو في الدول التي تستوعب العمالة المصرية، مؤكدة أن هذا المشروع سيعود بالنفع على الدولة والمجتمع والطلاب في آن واحد.

نموذج التعليم الياباني “كوزن” 

وأشارت الي أن من أبرز الملفات التي يعمل عليها الصندوق حالياً إدخال نموذج التعليم الياباني "كوزن"، وهو نظام تعليمي متقدم يطبق في اليابان منذ عقود، ويجمع بين التعليم الفني والتكنولوجي والبحث العلمي التطبيقي. وأكدت الأمين العام لصندوق تطوير التعليم أن هذا النموذج يُطبق لأول مرة في مصر، وقد تطلب تعديلات تشريعية في قانون التعليم الموحد الجديد حتى يتم إدماجه داخل المنظومة التعليمية الرسمية.

وأوضت أن نظام "كوزن" يتميز بأنه لا يقتصر على تأهيل الطلاب بشكل تقني فقط، بل يعمل على بناء شخصية متكاملة قادرة على البحث والابتكار والتطوير. ووفقاً لما أوضحته شرف، فإن الدراسة في "كوزن" تمتد لخمس سنوات متصلة بعد الشهادة الإعدادية، حيث يركز العامان الأولان على تعميق دراسة الرياضيات والعلوم والفيزياء لفهم منطق عمل الآلات والسبائك ومتطلبات الصناعة، بينما ينتقل الطالب في السنوات الثلاث التالية إلى التخصص الدقيق الذي يؤهله للعمل في مجال محدد بمهارة عالية.

وتابعت أن معاهد كوزن المصرية اليابانية تهدف إلى تخريج "الكفاءات الوسيطة"، أي تلك الفئة التي تقع بين خريجي التعليم الفني وخريجي الجامعات، وهي الفئة التي يحتاجها سوق العمل بشكل عاجل في مجالات مثل البحث والتطوير، والصيانة، وحل المشكلات الصناعية المعقدة.

 

التخصصات المستقبلية: الذكاء الاصطناعي والطاقة الخضراء في صدارة الأولويات

وفي إطار تحديد أولويات العمل، كشفت الدكتورة رشا سعد أن الصندوق ركز في المرحلة الأولى على أربعة مجالات استراتيجية، تمثل العمود الفقري للاقتصاد العالمي خلال العقود القادمة، وهي:

الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات، لما لهما من دور محوري في كافة القطاعات الإنتاجية والخدمية.

الروبوتات والميكاترونكس، التي أصبحت عصب الصناعة الحديثة.

الطاقة الخضراء مع التركيز على الطاقة الشمسية والألواح الكهروضوئية، انسجاماً مع خطط مصر للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة المتجددة.

الشرائح الإلكترونية، باعتبار أن مصر تستهدف الدخول بقوة في مجال تصنيع الرقائق الذكية، وهو قطاع استراتيجي يشهد منافسة عالمية حادة.

وأكدت أن الاستثمار في هذه المجالات لا يقتصر على البنية التحتية، بل يشمل بناء كوادر بشرية قادرة على البحث والابتكار والإنتاج، وهو ما تسعى معاهد كوزن إلى تحقيقه عبر تخريج جيل جديد من الشباب المصري القادر على المنافسة إقليمياً ودولياً.

 

التعليم والتطوير: رؤية مصرية مدعومة بتجارب دولية

وأشارت الي أن ذلك يأتي كل هذا ضمن استراتيجية مصرية شاملة تسعى لتحديث منظومة التعليم، ليس فقط من خلال المناهج والمقررات، بل عبر دمج التجارب الدولية الناجحة مثل النموذج الياباني، والاستفادة من أدوات البيانات والتحليل مثل مرصد سوق العمل.

وترى الدكتورة رشا سعد أن تطوير التعليم لم يعد ترفاً، بل هو ضرورة وجودية لمستقبل مصر الاقتصادي والاجتماعي، لافتة إلى أن صندوق تطوير التعليم يمثل حلقة وصل حقيقية بين الحكومة والقطاع الخاص والجامعات وسوق العمل.

واختتمت تصريحاتها بالتأكيد على أن نجاح التجربة يتطلب تكاتف جميع الأطراف، بدءاً من الوزارات والجامعات، وصولاً إلى الطلاب وأولياء الأمور، حتى يتحول التعليم في مصر إلى قوة دافعة للتنمية الشاملة.

  

تم نسخ الرابط