أيمن محسب: واشنطن تمنح إسرائيل الضوء الأخضر لاستكمال مخطط التهجير والاستيطان

سلط الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، الضوء على الدور الأمريكي في إدارة الأزمة، مؤكداً أن واشنطن تمنح إسرائيل الفرصة الكاملة للمضي قدماً في تنفيذ مخططاتها التوسعية، سواء عبر التهجير أو عبر احتلال مزيد من الأراضي الفلسطينية.

جاءت تصريحات الدكتور أيمن محسب خلال مداخلة هاتفية ببرنامج اليوم، المذاع عبر فضائية DMC، حيث أوضح أن التراخي الدولي في التعامل مع الكارثة الإنسانية بالقطاع يكشف بشكل واضح ازدواجية المعايير والتواطؤ غير المعلن مع الاحتلال الإسرائيلي.

تناقض التصريحات الأمريكية

أشار أيمن محسب إلى أن التصريحات الصادرة عن المسؤولين الأمريكيين تبدو متناقضة بشكل لافت، حيث يعلنون أحياناً أن الحل قد يكون خلال أسابيع، بينما في مرات أخرى يلمحون إلى أن الأزمة قد تستمر حتى نهاية العام.

واعتبر أيمن محسب أن هذه التصريحات ليست إلا محاولة لامتصاص الغضب العربي وتهدئة الأطراف الإقليمية، وعلى رأسها مصر وقطر، اللتين تبذلان جهوداً كبيرة لوقف الحرب وإيجاد حل سياسي شامل، بينما الحقيقة أن إسرائيل ماضية في تنفيذ مخططاتها بلا أي هوادة أو تراجع.

مناورات سياسية بغطاء إنساني

وأكد أيمن محسب أن ما تمارسه الولايات المتحدة لا يعدو كونه "مناورات سياسية" تهدف إلى إعطاء الانطباع بأن واشنطن تقف على مسافة متوازنة، بينما على أرض الواقع، هي تقدم الدعم السياسي والعسكري لإسرائيل، متجاهلة الكارثة الإنسانية التي يعيشها ملايين الفلسطينيين في غزة.

وأوضح أيمن محسب أن السياسة الأمريكية تعتمد بشكل أساسي على المصلحة، وأن المعايير الإنسانية لا تدخل في حسابات الإدارة الأمريكية إلا بقدر ما تخدم أهدافها الاستراتيجية. وهو ما جعل العالم كله يشهد حالة من الغضب والاستياء تجاه التناقض الصارخ بين الشعارات الأمريكية المعلنة والممارسات الفعلية.

الموقف بين الضغط والمبادرات

وفي المقابل، أشاد أيمن محسب بالموقف المصري والقطري، واصفاً إياه بالمشرف، مؤكداً أن الجهود المشتركة بين البلدين تشكل ورقة ضغط حقيقية على الولايات المتحدة، خاصة في ظل الالتفاف العربي حول هذه المبادرات.

وأضاف أيمن محسب أن مصر وقطر تتحركان بروح المسؤولية التاريخية تجاه القضية الفلسطينية، من خلال التوسط في المفاوضات، وإرسال المساعدات، ومحاولة وقف إطلاق النار، لافتاً إلى أن هذا الدور العربي هو الذي يكشف حقيقة الموقف الأمريكي أمام المجتمع الدولي.

ضغوط على الإدارة الأمريكية

وشدد أيمن محسب على أن استمرار الموقف العربي الموحد قد يشكل ضغطاً فعلياً على واشنطن، خاصة إذا ما تزايدت الدعوات الدولية لوقف الحرب وتفعيل القرارات الأممية الخاصة بحماية المدنيين.

وأكد أيمن محسب أن العالم أصبح على قناعة بأن الولايات المتحدة لا تتحرك إلا بدافع المصلحة، وهو ما يحتم على الدول العربية توحيد كلمتها لفرض إرادة سياسية توقف نزيف الدم في غزة، وتمنع الاحتلال من استكمال مشروعه التهجيري والاستيطاني.

مأساة إنسانية كبرى

واختتم أيمن محسب تصريحاته بالتأكيد على أن المعيار الحقيقي لأي موقف سياسي هو قدرته على حماية الشعوب وصون حقوقها، معتبراً أن ما يجري في غزة اليوم يمثل اختباراً حقيقياً للضمير العالمي، الذي يقف أمام مأساة إنسانية كبرى تتطلب أفعالاً ملموسة، لا مجرد تصريحات متناقضة.

وبذلك، يضع الدكتور أيمن محسب النقاط على الحروف، موضحاً أن الولايات المتحدة ما زالت تمارس لعبة المصالح على حساب الدم الفلسطيني، فيما يبقى الأمل معلقاً على الجهود العربية الموحدة للضغط على المجتمع الدولي ووقف آلة الحرب الإسرائيلية.