بدر عبد العاطي: استثمارات قطر بـ 7.5 مليارات دولار تدعم مسيرة التنمية في مصر

أكد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، أن الجولة السادسة من اجتماعات اللجنة المشتركة بين القاهرة والدوحة مثلت خطوة مهمة على طريق تعميق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، خاصة في المجال الاقتصادي والاستثماري.
وأوضح بدر عبد العاطي أن التركيز خلال الاجتماعات الأخيرة انصب على التنفيذ الفوري للحزمة الاستثمارية التي سبق أن أعلنتها قطر، والتي تقدر بنحو 7.5 مليارات دولار في قطاعات استراتيجية متنوعة.
استثمارات قطاعات استراتيجية
وأشار بدر عبد العاطي في تصريحاته لقناة "القاهرة الإخبارية" إلى أن قطر خصصت استثماراتها لقطاعات حيوية مثل التطوير العقاري والسياحة والطاقة الجديدة والمتجددة، ما يعكس حرص الدوحة على المساهمة في دعم مسيرة التنمية الاقتصادية المصرية، مؤكدًا أن هذه القطاعات ليست مجرد مجالات تقليدية، بل تشكل ركيزة أساسية لتحقيق رؤية مصر في التحول نحو اقتصاد متنوع ومستدام.
وأوضح بدر عبد العاطي أن المرحلة المقبلة ستشهد تحركات ملموسة على أرض الواقع، حيث من المقرر الإعلان خلال أسابيع قليلة عن مجموعة من المشروعات الكبرى ضمن هذه الحزمة الاستثمارية، وذلك من خلال حدث اقتصادي ضخم، ما يعكس جدية البلدين في تحويل الاتفاقات إلى مشاريع ملموسة تسهم في خلق فرص عمل وتعزيز النمو.
نمو التبادل التجاري بنسبة 54%
وفي سياق متصل، كشف بدر عبد العاطي أن حجم التبادل التجاري بين مصر وقطر سجل قفزة ملحوظة خلال العام الحالي، إذ ارتفع بنسبة 54% مقارنة بالعام المالي 2023/2024، مشيرًا إلى أن هذه النسبة تعكس زيادة ملحوظة في وتيرة التعاون التجاري بين البلدين، بما يفتح آفاقًا أوسع لتحقيق التوازن في العلاقات الاقتصادية الثنائية.
وأضاف بدر عبد العاطي أن تنامي حجم التبادل التجاري يعد مؤشراً إيجابياً على قوة الروابط الاقتصادية، لافتًا إلى أن مصر تسعى لزيادة صادراتها إلى السوق القطرية، بما يتوافق مع خططها لفتح أسواق جديدة وتعزيز القدرات التصديرية الوطنية.
اللجنة المشتركة منصة للتنسيق
كما شدد بدر عبد العاطي على أن اللجنة المصرية القطرية المشتركة أثبتت أنها منصة فعالة للتنسيق وتجاوز العقبات التي قد تعترض مسار العلاقات الثنائية، مبينًا أن الاجتماعات الدورية بين الجانبين تسهم في وضع رؤية واضحة لمسارات التعاون، خاصة أن هناك إرادة سياسية قوية لدى قيادتي البلدين لدفع العلاقات إلى مستويات غير مسبوقة.
وأكد بدر عبد العاطي أن التنسيق بين القاهرة والدوحة لا يقتصر على الجانب الاقتصادي فقط، بل يمتد ليشمل ملفات سياسية وإقليمية، في ظل ما تواجهه المنطقة من تحديات، ما يجعل التعاون المصري القطري عاملاً مهمًا لتحقيق الاستقرار الإقليمي وتعزيز المصالح المشتركة.
آفاق للتعاون المصري القطري
وفي ختام تصريحاته، أشار بدر عبد العاطي إلى أن المستقبل يحمل فرصًا كبيرة لتوسيع قاعدة التعاون بين البلدين، سواء من خلال ضخ استثمارات جديدة أو تعزيز المشاريع القائمة، مؤكدًا أن مصر ترحب دائمًا بالشركاء الذين يسهمون في دعم خططها التنموية، معتبرًا أن الاستثمارات القطرية تمثل رافعة قوية للاقتصاد المصري.

وشدد بدر عبد العاطي على أن القاهرة والدوحة تتشاركان الرؤية ذاتها فيما يتعلق بأهمية بناء جسور الثقة وتوسيع التعاون ليشمل مجالات جديدة مثل التكنولوجيا الحديثة، البنية التحتية، والخدمات اللوجستية، ما يجعل الشراكة بينهما نموذجًا للعلاقات العربية الناجحة المبنية على المصالح المتبادلة.