عاجل

دعوى قضائية أمام مجلس الدولة تطالب بإلغاء نصوص "الاعتداء على قيم الأسرة"

مجلس الدولة
مجلس الدولة

تقدم الدكتور هاني سامح، المحامي، دعوى اليوم أمام محكمة القضاء الإداري برقم 86698 لسنة 79 ق، تطالب بتجميد وإلغاء نصوص التجريم المتعلقة بـ"الاعتداء على قيم الأسرة المصرية" الواردة في المادة (25) من قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات.

وأكد مقيم الدعوى أنه تهدف الى إعادة تقييم النص القانوني الذي يراه سامح "مبهماً وفضفاضاً"، معتبراً أنه يؤثر سلباً على حرية الفنون والتعبير، والاقتصاد السياحي، ويضرب مشاهد التراث التلفزيوني المصري.

صنّاع المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي

وتستند الدعوى إلى أن النص القانوني المذكور يُستخدم في ملاحقة شباب وفتيات، وخاصة صنّاع المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي مثل "تيك توك"، مما قد يضر بالصورة الثقافية والسياحية لمصر،  ويرى سامح أن النص يفتقر إلى وضوح المعايير، مما يتعارض مع مبدأ شرعية الجرائم والعقوبات المنصوص عليه في الدستور، كما يؤثر على جاذبية مصر كوجهة سياحية تنافسية تعتمد على الانفتاح الثقافي والترويج عبر المؤثرين.

وجاء في صحيفة الدعوى أن التوسع في توجيه اتهامات فضفاضة من قبيل "الاعتداء على القيم الأسرية" ضد شباب وفتيات وصنّاع محتوى على منصات التواصل الاجتماعي، ولا سيما فتيات "التيك توك" و"البلوجرز"، يُشكّل خطراً مباشراً على الاقتصاد الوطني وقطاع السياحة، إذ إن المقاصد السياحية التنافسية تقوم أساساً على الجذب الثقافي والانفتاح المجتمعي، وتستثمر في الترويج عبر المؤثرين وصنّاع المحتوى الذين يمثلون جسراً للتسويق العالمي.

كما جاء في الدعوى أن التاريخ الحديث أثبت أن انبعاث القيم الوهابية وجماعات الحسبة أدى إلى انغلاق اجتماعي وتشدد ثقافي عطّل مسارات التنمية وقيّد الحريات، وأفضى إلى ممارسات عدائية ضد المرأة والشباب والفنون. وأن تلك الجماعات، بشعاراتها عن "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، سعت لفرض وصاية فكرية على المجتمع، بما يقوّض مسيرة التحديث والحداثة التي تُعد شرطاً لازماً لاقتصاد قوي وسياحة مزدهرة ودولة عصرية تقوم على المواطنة والحرية والتعددية.

وترى الدعوى أن التوسع في استخدام تهمة "الاعتداء على القيم الأسرية" قد يعيق التنمية الاقتصادية ويحد من الإبداع، خاصة في ظل غموض تعريف هذه القيم التي تختلف باختلاف الزمان والمكان. كما تشير إلى أن ملاحقة صنّاع المحتوى بناءً على هذا النص قد تؤدي إلى تصدير صورة سلبية عن مصر، مما يؤثر على الاستثمارات والفعاليات العالمية. ويطالب سامح بضرورة إحالة المصنفات المرئية والسمعية محل الاتهامات إلى الرقابة على المصنفات الفنية لتقييمها فنياً ومقارنتها بتراث ماسبيرو قبل توجيه أي اتهامات.

مبادئ الوضوح والتناسب في التجريم

ومن الناحية القانونية، يدفع الدكتور سامح بعدم دستورية النص لمخالفته مبادئ الوضوح والتناسب في التجريم، مستنداً إلى الدستور الذي يكفل حرية التعبير والإبداع. كما يطالب بإلغاء القرار السلبي بالامتناع عن تعليق تطبيق النص، مع إخلاء سبيل المحبوسين على أساسه، مع إحالة النزاع إلى المحكمة الدستورية العليا للفصل في مشروعيته.

وتتضمن الدعوى طلب إيقاف وتجميد العمل بالنص العقابي فيما تضمنه من تجريم "الاعتداء على القيم الأسرية"، لكون النص قد جاء مبهماً وفضفاضاً، يستغله دعاة الرجعية وخصوم المدنية من طيور الظلام وخفافيش الحسبة، في استهداف شباب وفتيات مصر وصنّاع محتواها، بما يُقوّض دعائم مدنية الدولة ويُهدد اقتصادها السياحي وسمعتها التنافسية بين المقاصد العالمية. وأشارت الدعوى إلى أن هذه النصوص تفرض قيماً دخيلة ذات صبغة وهابية متشددة تتعارض مع ما استقر عليه وجدان المصريين من تراث ماسبيرو الفني وقيم الحرية والانفتاح المصري طيلة القرن الماضي، وتناقض أنماط الحياة الطبيعية في ربوع التجمع الخامس والشيخ زايد والساحل الشمالي وشرم الشيخ، لصالح مفاهيم قروسطية أشبه بمحاكم التفتيش.

وطالب سامح كذلك باتخاذ الإجراءات والشروع في إلغاء النص العقابي الخاص بـ"قيم الأسرة" لمخالفته أحكام الدستور ومبادئ العدالة، ولاتصافه بالغموض والعمومية، ولمساسه بجوهر الحريات والحقوق اللصيقة بالشخص الإنساني، بالمخالفة للدستور، مؤكداً أن الحقوق والحريات اللصيقة بشخص المواطن لا تقبل تعطيلاً ولا انتقاصاً، ولا يجوز لأي قانون ينظم ممارستها أن يقيّدها بما يمس أصلها وجوهرها.

تم نسخ الرابط