وزير خارجية قطر: التعاون مع مصر يدخل مرحلة جديدة ويعكس رؤية القيادتين

شهدت العلاقات القطرية المصرية خلال السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا على مختلف الأصعدة، وهو ما أكده رئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، خلال زيارته إلى مدينة العلمين الجديدة، حيث عقد مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا مع وزير الخارجية، الدكتور بدر عبد العاطي، الزيارة جاءت في إطار أعمال الدورة السادسة للجنة العليا المشتركة بين البلدين، لتعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية.
شكر وتقدير لمصر
استهل وزير خارجية قطر كلمته بالتعبير عن شكره وامتنانه لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الذي لمسه في مصر، مؤكدًا أن هذه الحفاوة تعكس عمق الروابط التاريخية بين الشعبين، كما أشاد بلقائه مع رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وعدد من الوزراء من الجانبين، حيث جرى بحث الملفات المشتركة ومناقشة سبل توطيد التعاون في مختلف القطاعات.
وأوضح وزير خارجية قطر أن انعقاد الدورة السادسة للجنة العليا المشتركة القطرية المصرية يمثل تتويجًا لرؤية قيادتي البلدين، وعلى رأسهما الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مؤكداً أن هذه اللقاءات الدورية تعكس حرص الطرفين على تعزيز الشراكات بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين، مشددًا على أن هذه الاجتماعات ليست بروتوكولية فقط، بل تعبر عن إرادة سياسية صادقة لتحقيق إنجازات ملموسة على أرض الواقع.
تطور ملموس في العلاقات الثنائية
وأكد وزير خارجية قطر أن العلاقات بين القاهرة والدوحة شهدت قفزات مهمة في السنوات الأخيرة، حيث جرى فتح قنوات تواصل فعالة وبناءة على المستويات كافة، من بينها الاستثمار والتجارة والطاقات المتجددة والبنية التحتية، موضحًا أن الجهود المبذولة أسهمت في رفع مستوى التنسيق السياسي والدبلوماسي، بما يضمن موقفًا عربيًا أكثر انسجامًا تجاه القضايا الإقليمية والدولية.
وأشار وزير خارجية قطر إلى أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الدوحة كانت محطة مهمة في مسيرة العلاقات الثنائية، إذ مهدت الطريق أمام المزيد من التفاهمات والاتفاقيات التي تخدم المصالح المشتركة، فضًلا عن أن الزيارات المتبادلة بين قادة ومسؤولي البلدين أسهمت في ترسيخ الثقة المتبادلة، وهو ما انعكس بدوره في دفع التعاون الاقتصادي والاستثماري إلى آفاق أوسع.
رؤية مستقبلية للعلاقات المشتركة
كما شدد وزير خارجية قطر على أن الشراكة بين مصر وقطر تمثل نموذجًا للتعاون العربي، خاصة في ظل التحديات التي تشهدها المنطقة، مشيرًا إلى أن القيادة القطرية تسعى، من خلال التنسيق المستمر مع مصر، إلى بناء علاقات قائمة على التكامل والاحترام المتبادل، بما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة العربية.
وتناول وزير خارجية قطر ملف التعاون الاقتصادي بين البلدين، موضحًا أن قطر تتطلع إلى زيادة استثماراتها في مصر في مجالات الطاقة والسياحة والبنية التحتية، مع التركيز على المشروعات الاستراتيجية التي تحقق قيمة مضافة حقيقية، مردفًا أن هناك فرصًا كبيرة للعمل المشترك بما يسهم في دفع عجلة التنمية وتوفير المزيد من فرص العمل.

تعاون سياسي وإقليمي فاعل
كما تناول وزير خارجية قطر أيضًا القضايا السياسية والإقليمية، مشيرًا إلى أن التنسيق بين القاهرة والدوحة يكتسب أهمية خاصة في ظل ما تمر به المنطقة من أزمات، لافتًا إلى أن البلدين يعملان جنبًا إلى جنب لدعم استقرار المنطقة والتوصل إلى حلول سلمية للنزاعات، مع التركيز على دعم القضية الفلسطينية كأولوية عربية مشتركة.
واختتم وزير خارجية قطر كلمته بالتأكيد على أن العلاقات المصرية القطرية اليوم تعكس نضجًا كبيرًا ورؤية مستقبلية طموحة، مشددًا على أن المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من التعاون والتكامل بين الجانبين، معربًا عن ثقته بأن الشراكة بين البلدين ستسهم في تعزيز العمل العربي المشترك، بما يلبي تطلعات شعبيهما نحو مستقبل أفضل وأكثر استقرارًا.