خالد أبو الليل يحذر: الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين على التراث الشعبي| فيديو

قال الدكتور خالد أبو الليل، أستاذ الأدب الشعبي بجامعة القاهرة والقائم بأعمال رئيس الهيئة العامة للكتاب، إن تأثير الذكاء الاصطناعي على الحكي الشفهي والشعبي يعتبر سلاحًا ذو حدين، يحمل جوانب إيجابية وسلبية في الوقت نفسه.
الحكي الشفهي والشعبي
أضاف خالد أبو الليل، خلال حواره مع الإعلامية آية عبد الرحمن، مقدمة برنامج "ستوديو إكسترا" عبر قناة "إكسترا نيوز": "نتذكر هنا أساتذتنا الكبار وعلى رأسهم الدكتور جابر عصفور عندما ظهرت العولمة، وقتها قال إن العولمة شر لا بد منه، وأقول إن الذكاء الاصطناعي شران لا بد منهما، ولكن لا يمكننا دفن رؤوسنا في الرمال".
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يحمل خطورة كبيرة على البشرية إذا لم يتم التعامل معه بوعي، مؤكدًا أن استشراف المستقبل أصبح ضرورة حتمية، مضيفًا: "نستطيع العودة إلى تنبيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بخصوص الذكاء الاصطناعي والحاسب الآلي وتأهيل الشباب لاستخدامه، فهذا يعكس حرص الدولة على تجهيز الأجيال المقبلة للتعامل مع لغة المستقبل القريب، لأن الذكاء الاصطناعي سيكون له دور محوري في حياتنا اليومية".
تغذية الذكاء الاصطناعي
أكد أبو الليل أن التراث المصري الغني يمثل ركيزة أساسية يجب إدخالها في حقول الذكاء الاصطناعي المعرفية، حتى لا تُملأ هذه الحقول بمعلومات مغلوطة من جهات أخرى قائًلا: "لدينا في مصر تراث عريق جدًا، والذكاء الاصطناعي مجموعة من الحقول المعرفية إذا لم نسارع إلى تغذيتها بتراثنا ومعلوماتنا، سينتج عن ذلك أن الآخر سيغذيه بالتراث والمعلومات التي يريدها، ما يؤدي إلى التشكيك في كل ما هو ثابت لدينا".
وأضاف أن حماية التراث والموروثات الشعبية من التشويه أو التهميش تعتمد على ملء قواعد البيانات الرقمية بالمعلومات الصحيحة، متابعًا: "إن عدم تغذية الذكاء الاصطناعي بموروثنا الثقافي يؤدي إلى كسر النموذج والقدوة لدى الأجيال الجديدة، مما يجعلهم يتشككون في ثوابتنا الدينية والأخلاقية والتاريخية".
تحديات الأجيال الجديدة
وأوضح خالد أبو الليل أن الأجيال الجديدة ستعتمد على الذكاء الاصطناعي كمصدر رئيسي للمعلومات، بدلًا من الكتب والمراجع التقليدية، قائًلا: "بعض الأجيال الجديدة لن تستمد ثقافتها من الكتاب، ولكن من المعلومات والحقول المعرفية مثل الذكاء الاصطناعي، وعندما يريدون الاطلاع على سير شخصيات وطنية مثل أحمد عرابي وجمال عبد الناصر وسعد زغلول وأنور السادات، فإننا إن لم نملأ هذه الحقول بالمعلومات الصحيحة، فإن الغير سيملأها بمعلومات مغلوطة تؤثر على وعي الشباب".
وأكد أن المهمة الأساسية الآن هي العمل على دمج التراث المصري والموروث الشعبي في التكنولوجيا الحديثة لضمان استدامة الهوية الثقافية، متابعًا: "نحن مطالبون بأن نُغذي الذكاء الاصطناعي بتراثنا، حتى يظل مرجعًا للحقائق التاريخية والأدبية والثقافية، ويعكس قيمنا ويمثل هويتنا بالشكل الصحيح للأجيال المقبلة".
الذكاء الاصطناعي فرصة
أكد أبو الليل أن الذكاء الاصطناعي ليس تهديدًا مطلقًا، بل فرصة كبيرة إذا تم توظيفه بشكل صحيح، قائًلا: "هذا السلاح ذو حدين، فإذا استثمرناه في خدمة المعرفة والتراث والثقافة، يمكنه أن يعزز الهوية الوطنية ويزيد من وعي الأجيال الجديدة بتاريخهم وموروثهم الشعبي".
وشدد على أن الدولة والمؤسسات التعليمية والثقافية يجب أن تعمل جنبًا إلى جنب مع المختصين لتأهيل الشباب وإكسابهم مهارات التعامل مع الذكاء الاصطناعي، بما يحمي التراث ويعزز الوعي الوطني، مؤكدًا أن المستقبل يتطلب دمج الثقافة المصرية العريقة مع التكنولوجيا الحديثة لضمان استمرارية الهوية والحفاظ على القيم التاريخية والاجتماعية.

حماية الهوية المصرية
في ختام حواره، شدد أبو الليل على أهمية حماية الهوية المصرية في مواجهة التحديات الرقمية الحديثة، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي أداة قوية إذا ما تم توجيهها للخير، متابعًا: "علينا أن نضمن أن تكون الأجيال القادمة قادرة على التمييز بين الحقائق والمعلومات المغلوطة، وأن يتم الاستفادة من التكنولوجيا في تعزيز تراثنا الثقافي، وعدم ترك الفرصة للآخرين لتشكيل وعي الشباب بناءً على معلومات غير دقيقة".
وذكر خالد أبو الليل: "الذكاء الاصطناعي فرصة لتجديد طرق الحكي ونشر التراث، ولكن مسؤوليتنا هي التأكد من أن هذه التكنولوجيا تحمي تراثنا وتعكس قيمنا وتاريخنا، لضمان مستقبل معرفي وثقافي قوي للأجيال القادمة".