البريميرليج يتحول إلى منتج عالمي مع تنوع الملاك الأمريكيين والعرب والآسيويين

يشهد موسم الدوري الإنجليزي الممتاز 2025/26 استمرارًا لهيمنة رؤوس الأموال الأجنبية على ملكية أندية البريميرليج، حيث يبرز النفوذ الأمريكي بشكل لافت، إذ باتت 11 نادياً تحت إدارة شركات أو رجال أعمال أمريكيين، مما يعكس تحوّل الدوري إلى ساحة استثمارية رئيسية لأمريكا في كرة القدم الأوروبية.
وليس هذا النفوذ الجديد وليد اللحظة، بل هو نتيجة توجه تصاعدي على مدار السنوات الماضية، مع دخول مستثمرين أمريكيين إلى أندية كبرى مثل مانشستر يونايتد، تشيلسي، وأرسنال، مما عزز من حضورهم في المشهد الكروي.
كما توسع هذا النفوذ ليشمل أندية متوسطة وصغيرة تبحث عن الاستقرار المالي ودعم البنية التحتية، ويعتمد هؤلاء الملاك على استراتيجيات ريادة الأعمال والبيزنس الرياضي، بما في ذلك زيادة الإيرادات التجارية، تطوير العلامات التجارية، وتوسيع قاعدة الجماهير على المستوى العالمي.
التراجع الكبير في الملكية المحلية
وعلى الرغم من الغلبة الأجنبية، لا تزال البصمة المحلية حاضرة بشكل محدود، إذ تشير الإحصاءات إلى أن ثلاثة أندية فقط لا تزال مملوكة بالكامل لرجال أعمال بريطانيين، وهو رقم يعكس التراجع الكبير في الملكية المحلية مقارنة بالماضي.
ورغم اعتزاز هذه الأندية بكونها تدار محليًا، إلا أن الضغوط المالية الكبيرة التي يفرضها البريميرليج تجعلها في مواجهة تحديات صعبة أمام الأندية المدعومة باستثمارات ضخمة من الخارج.
أما بقية الأندية الستة، فتتنوع ملكياتها بين عدة دول أخرى، ما يعكس الطبيعة العالمية للدوري الإنجليزي الممتاز، حيث تستمر المملكة العربية السعودية في حضورها القوي عبر استثماراتها في نادي نيوكاسل يونايتد، الذي حقق نجاحات رياضية واقتصادية كبيرة.
كما تمثل الإمارات العربية المتحدة بقوة من خلال مجموعة “سيتي فوتبول جروب” المالكة لمانشستر سيتي، وهو نموذج ناجح في الإدارة الحديثة والتوسع العالمي.
الاستثمارات الأجنبية
ولا تقتصر الاستثمارات الأجنبية على الشرق الأوسط فقط، بل تشمل مصر، حيث يمتلك رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس نادي أستون فيلا، الذي شارك الموسم الماضي في دوري أبطال أوروبا ووصل إلى دور ربع النهائي، إضافة إلى رجال أعمال يونانيين استثمروا في نادي نوتنجهام فورست، والصين التي حافظت على حضورها عبر نادي فولهام رغم تراجع استثماراتها مؤخراً، بالإضافة إلى نادي ويلزي يواصل المنافسة تحت ملكية محلية.
وتكشف هذه الخريطة المعقدة عن تداخل المصالح الاقتصادية والسياسية والرياضية، حيث لم يعد الدوري الإنجليزي مجرد بطولة محلية، بل منتج عالمي يجذب المستثمرين من جميع القارات.
وتعكس السيطرة الأمريكية، على وجه الخصوص، شغف المستثمرين الأمريكيين بجعل كرة القدم الأوروبية نموذجًا مشابهًا للدوريات الأمريكية الكبرى مثل NBA وNFL، مع التركيز على الاستدامة المالية، حقوق البث، والتسويق الدولي.
ورغم الفوائد التي تحققها هذه الاستثمارات، تثار تساؤلات حول الهوية المحلية للبريميرليج وتأثير الملكية الأجنبية على قرارات الأندية وعلاقتها مع جماهيرها التقليدية.
يرى البعض أن هذه الاستثمارات أنقذت أندية كانت على شفا الانهيار المالي، في حين يخشى آخرون من فقدان الدوري لجزء من أصالته وجذوره التاريخية.
مع انطلاق موسم 2025/26، تبقى السيطرة الأمريكية العنوان الأبرز في ملكية أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، في مشهد يؤكد أن البريميرليج تحول إلى الملعب الأكبر لاستثمارات كرة القدم العالمية، حيث تلتقي كرة القدم بالشركات والاستثمارات العالمية في منافسة رياضية فريدة من نوعها.