عاجل

مخزونات النفط العالمية ترتفع وسط توقعات بتراجع الخام إلى 50 دولارًا للبرميل

خام برنت
خام برنت

توقع بنك الاستثمار الأميركي جولدمان ساكس أن يتراجع سعر خام برنت إلى حدود 50 دولارًا للبرميل مع نهاية عام 2026، مرجعًا ذلك إلى زيادة متوقعة في فائض المعروض النفطي ابتداءً من العام المقبل.

فائض المعروض النفطي 

وذكر البنك، في تقرير حديث، أن الفائض سيبلغ في المتوسط نحو 1.8 مليون برميل يوميًا بين الربع الأخير من العام الحالي والربع الأخير من العام المقبل، وهو ما قد يرفع المخزونات العالمية بحوالي 800 مليون برميل بحلول عام 2026.

وأشار التقرير إلى أن مخزونات النفط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية قد تصل إلى نحو ثلث الإجمالي العالمي، بما يعادل قرابة 270 مليون برميل بنهاية الفترة نفسها.

وكان جولدمان ساكس قد أبقى مطلع أغسطس الجاري على توقعاته لمتوسط سعر برنت عند 64 دولارًا للبرميل خلال الربع الرابع من 2025، مع ترجيح انخفاضه إلى 56 دولارًا في 2026، قبل أن يعيد حساباته استنادًا إلى بيانات المعروض والمخزونات.

كما رجّح البنك أن يواصل تحالف "أوبك+" سياسته الإنتاجية دون تغيير بعد سبتمبر المقبل، رغم إعلان ثماني دول من بينها السعودية وروسيا عن زيادة في الإنتاج قدرها 547 ألف برميل يوميًا، وهي خطوة تتماشى مع التقديرات المسبقة للأسواق.

تداعيات اقتصادية محتملة

يرى محللون أن تراجع الأسعار بهذا الشكل سيشكل ضغطًا كبيرًا على ميزانيات الدول المصدّرة للنفط، خاصة تلك التي تعتمد بشكل أساسي على عائدات الخام مثل السعودية والعراق ونيجيريا وروسيا، إذ قد تضطر هذه الدول إلى خفض الإنفاق العام أو اللجوء إلى مزيد من الاقتراض. في المقابل، فإن الدول المستوردة للطاقة مثل مصر والهند ودول الاتحاد الأوروبي قد تستفيد من انخفاض الفاتورة النفطية بما يخفف الضغوط التضخمية ويدعم استقرار أسعار الطاقة محليًا.

تباطؤ الطلب العالمي

في وقت سابق، شهدت أسواق النفط العالمية تراجعًا جديدًا في أسعار الخام خلال تعاملات الثلاثاء، الموافق 1 يوليو 2025، لتواصل الخسائر الممتدة من الأسبوع الماضي، وسط حالة من القلق بشأن زيادة الإمدادات من تحالف أوبك+، وتباطؤ الطلب العالمي، إضافة إلى تصاعد المخاوف بشأن الرسوم الجمركية الأميركية.

انخفاض الأسعار

بحلول الساعة 05:55 صباحًا بتوقيت جرينتش، سجل سعر خام برنت القياسي –تسليم سبتمبر– انخفاضًا بنسبة 0.30% ليصل إلى 66.54 دولارًا للبرميل.
كما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي –تسليم أغسطس– بنسبة 0.34% إلى 64.89 دولارًا للبرميل.

رغم هذا التراجع، سجل الخامان مكاسب شهرية خلال يونيو، إذ ارتفع خام برنت بنسبة 7.7%، وغرب تكساس بنسبة 8.9%. لكن الأداء نصف السنوي أظهر خسائر بلغت 7.6% و6.5% على التوالي.

الأسباب وراء التراجع

1. زيادة مرتقبة في إنتاج أوبك+:

تستعد 8 دول ضمن تحالف أوبك+ لتقليص تخفيضات الإنتاج الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا، بإضافة نحو 411 ألف برميل يوميًا في أغسطس، بعد زيادات متتالية منذ مايو الماضي. ومن المقرر حسم القرار خلال اجتماع التحالف في 6 يوليو المقبل.

2. تراجع عدد الحفارات الأميركية:

كشفت بيانات بيكر هيوز تراجع عدد حفارات النفط العاملة في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى منذ 5 سنوات، ما يشير إلى ضعف في استثمارات الحفر، لكنه لم يكن كافيًا لدعم الأسعار في ظل وفرة المعروض العالمي.

3. الرسوم الجمركية والركود المحتمل

حذّر وزير الخزانة الأميركي من احتمال عودة الرسوم الجمركية إلى معدلات مرتفعة تصل إلى 50%، مع اقتراب الموعد النهائي للمفاوضات في 9 يوليو. هذا السيناريو يثير مخاوف من تراجع النمو الاقتصادي وبالتالي الطلب على النفط.

تحليلات الأسواق

قال دانييل هاينز، كبير إستراتيجيي السلع في بنك ANZ، الأسواق تشعر بقلق حقيقي من أن أوبك+ قد تفرط في ضخ الإمدادات، في وقت لا يزال الطلب هشًا".

وأضاف تقرير لبنك ING:

أن الزيادات المخططة من أوبك+ تعزز من توازن مريح في السوق، وتؤكد امتلاك التحالف لقدرة احتياطية واسعة".

أما مورجان ستانلي، فتوقع أن يتراجع خام برنت إلى 60 دولارًا للبرميل بحلول أوائل 2026، بسبب احتمال وجود فائض يقدّر بـ1.3 مليون برميل يوميًا.


التوترات الجيوسياسية تتراجع:

بعد تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل في يونيو، والتي دفعت الأسعار مؤقتًا فوق 80 دولارًا، عادت السوق للهدوء عقب وقف إطلاق النار المعلن من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ما أزال علاوة المخاطر الجيوسياسية من الأسواق.
وفي ظل وفرة المعروض العالمي، وغياب مخاطر جيوسياسية فورية، وتحرك أوبك+ لزيادة الإنتاج، تبقى الضغوط على أسعار النفط قائمة. ويترقب المستثمرون اجتماع التحالف المرتقب، إلى جانب التطورات الجمركية الأميركية، لتحديد مسار الأسعار خلال النصف الثاني من العام.

تم نسخ الرابط