خبير: الربط الكهربائي المصري السعودي نقلة لأمن الطاقة والتصدير
أكد الدكتور محمد اليماني، خبير الطاقة، أن مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية يُمثل نقلة استراتيجية في قطاع الطاقة بالمنطقة، حيث يجمع بين البُعد الاقتصادي والتقني والإقليمي.
وأوضح أن المشروع يساهم في تعزيز أمن الطاقة، وتحقيق مرونة في إدارة أحمال الكهرباء بين البلدين، إلى جانب فتح آفاق واسعة لتصدير الطاقة إلى أوروبا وآسيا، ما يدعم دور مصر كمركز إقليمي لتجارة وتوزيع الكهرباء.
الربط الكهربائي المصري السعودي
وقال اليماني إن مشروع الربط الكهربائي يُعد استثمارًا استراتيجيًا، حيث يعتمد على استغلال الفروقات في مواقيت الذروة الاستهلاكية بين البلدين بما يحقق مرونة تشغيلية واقتصادية أفضل، ويوفر احتياطيًا كهربائيًا أقل تكلفة مقارنة بإنشاء محطات جديدة، فضلًا عن تعظيم العائد من فائض الطاقة والتصدير.
الخطوط الهوائية والكابلات البحرية
وأوضح أن المشروع يعتمد على أحدث أنظمة نقل الطاقة عبر تيار مباشر عالي الجهد (HVDC)، وهي تقنية عالمية موثوقة تتميز بكفاءة عالية وخسائر منخفضة في نقل الكهرباء لمسافات طويلة، مشيرًا إلى أن تنفيذ المشروع يشمل نحو 1,350 كيلومترًا من الخطوط الهوائية والكابلات البحرية، إضافة إلى محطات تحويل جهد عالي في المواقع الرئيسة، بما يعكس تصميمًا هندسيًا متكاملًا.
وأضاف أن نسبة إنجاز المشروع بلغت نحو 60% حتى الآن، مع التخطيط لإطلاق المرحلة الأولى بقدرة 1,500 ميغاواط في يوليو 2025، على أن يكتمل التنفيذ بشكل كامل بحلول أوائل عام 2026، لافتًا إلى أن تركيب أول ترانسفورمر في محطة بدر يُمثل علامة فارقة في الأعمال الفنية والتقنية.
وأكد خبير الطاقة أن هذا المشروع يمثل خطوة مهمة نحو إنشاء سوق كهرباء عربية موحدة، ومرحلة أولى لربط إقليمي أوسع يشمل مشاريع مثل EuroAfrica Interconnector الذي يربط مصر مباشرة بأوروبا عبر قبرص واليونان، ما يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي لتجارة وتوزيع الطاقة، ويفتح آفاقًا للتصدير إلى أوروبا وآسيا.
وأشار اليماني إلى ضرورة التركيز مستقبلًا على تعزيز مرونة الشبكة من خلال الاعتماد على أنظمة ذكية (Smart Grids) قادرة على التكيف مع تدفقات الطاقة متعددة الاتجاهات، خاصة مع تزايد الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، إلى جانب أهمية تطبيق أعلى معايير الأمان السيبراني لحماية أنظمة التحكم من أي تهديدات رقمية.
