«عشة جنب البيت».. أم تكشف تفاصيل رعاية ابنها من ذوي الهمم بالسادات

في مدينة السادات بمحافظة المنوفية، تعيش أسرة مأساة إنسانية صعبة مع ابنها رمضان، الذي يعاني من إعاقة ذهنية وجسدية شديدة، ما دفع الأسرة إلى وضعه في “عشه” بجانب المنزل خوفًا من النزول إلى داخل البيت، وسط عجز تام عن السيطرة عليه ورعايته.
الأم، التي أطلقت نداء استغاثة عبر منصات التواصل الاجتماعي، أكدت أن الأسرة استنفدت جميع الحلول المتاحة أمامها، وتطالب بضرورة توفير دار رعاية متخصصة قادرة على تقديم الرعاية الطبية والنفسية اللازمة لابنها، خاصة مع تدهور حالته المستمر.
نوبات غضب
وقالت الأم في حديث مؤثر: "ابني رمضان وُلد طبيعيًا، لكن تعرض لسخونة مرتفعة أدت إلى تغيرات جذرية في حالته الصحية، ومع مرور الوقت ازدادت إعاقته، وأصبح لا يستطيع التحكم في تصرفاته، وتصاحب ذلك نوبات غضب وعنف خطيرة تهدد سلامته وسلامة الأسرة."
وأضافت: "لم نعد قادرين على التعامل مع حالته، فقد قفلناه منذ 23 عامًا في غرفة منفصلة خوفًا من أن يؤذي نفسه أو أفراد العائلة، وأنا الآن كبيرة في السن وأجد صعوبة في السيطرة عليه، وأخوته الثلاث بنات تزوجن ولم يعد بمقدورهن المساعدة."
حالة معقدة
وأشارت إلى أن محاولات الأسرة لنقل رمضان إلى مستشفيات أو مراكز متخصصة باءت بالفشل، حيث اعتبر الأطباء أن حالته معقدة وتحتاج إلى إمكانيات كبيرة غير متوفرة في الأماكن التي زاروها، مؤكدة أن الأسرة لا تتخلى عن ابنها، لكنها تبحث عن رحمة ومساعدة تتناسب مع ظروفه.
من جانبه، أوضح أحد جيران الأسرة أن الأسرة معروفة بمحبتها ورعايتها لرمضان، ولكن الوضع أصبح عبئًا نفسيًا وماديًا كبيرًا عليهم، مطالبًا الجهات الحكومية والمؤسسات الخيرية بالتدخل السريع لتوفير بيئة آمنة ومتخصصة لرعاية ابنهم.
ويأتي هذا النداء وسط حاجة ملحة لرعاية متخصصة لذوي الهمم الذين يعانون من إعاقات شديدة، حيث يشكل غياب الدعم المناسب عبئًا مضاعفًا على الأسر، ويفرض عليهم معاناة نفسية وجسدية كبيرة على مدار سنوات طويلة.
ويأمل أفراد الأسرة في استجابة عاجلة من قبل الجهات المعنية ودور الرعاية المختصة لتوفير حياة كريمة لرمضان، تضمن له الأمان والرعاية الطبية والنفسية التي يحتاجها، وتخفف عنهم أعباء رعايته التي تراكمت على مدار أكثر من عقدين من الزمن.